أقلامأقلام عالميةمارشال جولد سميث

متى ينبغي عليك الاحتفاظ بجواهرك لنفسك

من خلال تجربة عملي أرى من أبرز مشكلات العلاقات البين-شخصية التي يواجهها اللامعون من أصحاب الخبرات التقنية اندفاعهم إلى “إضافة المزيد من القيمة add value” خصوصاً إلى أفكار الآخرين.

وكيف يحدث هذا؟

تصوّر أنّك موظّف جديد وأنا مديرك. تأتي إليّ بفكرة تراها عظيمة جداً. لقد اشتغلت عليها شهوراً عليها وتكاد الآن تطير من الحماسة لإثباتها وتنفيذها.
أعجبتني الفكرة. لكن لأنني الخبير وصاحب المهارة التقنية الكبيرة لا يمكن أن أقول ببساطة “هذه فكرة عظيمة!” بل أقول “فكرتك رائعة.. لكن لم لا تضيف إليها كذا وكذا؟ ”

إن هذا مثالٌ نموذجيّ على السعي لإضافة “الكثير من القيمة”. وإليكم المشكلة في تعليق الإضافة هذا:

نعم، قد ترتفع قيمة الفكرة 5% نتيجة اقتراحاتي، ولكنّ التزامك بتنفيذها قد يهبط حتّى 50%. لم تعد الفكرة فكرتك بعد أن تدخلّت بصفتي مديرك وجعلتُها الآن فكرتي.

لقد تعلّمت من صديقي الدكتور ديفيد أولريخ مبدأً مهماً يقول:

فاعلية التنفيذ إنّما هي حصيلة لجودة الفكرة quality of the idea مضروبةً بمقدار التزام المنفّذ commitment بالعمل على إنجاحها.

ولكنّ أصحاب الذكاء والمعرفة – وخصوصاً المهندسين أو المتخصصين التقنيين المتميّزين- كثيراً ما ينشغلون بتحسين جودة الفكرة تحسيناً طفيفاً وينسون الضرر الكبير الذي يلحقونه بالتزام الناس بإنجاح الفكرة.

ثمّ إننا لو واجهنا أنفسنا بصدق وصراحة لرأينا أنّ ميلنا إلى توجيه النصائح وإضافة المزيد من القيمة إلى أفكار الآخرين لا يستند في الحقيقة إلى رغبتنا في تحسين المقترحات بل كثيراً ما يكون مدفوعاً برغبتنا العميقة في إظهار أنفسنا أمام العالم وإثبات كم نحن أذكياء حاذقون.  

فيما يلي بعض الاقتراحات التي تساعدنا وتساعد زملاءنا وتابعينا المباشرين على التخفيف من آفة الإفراط في “إضافة القيمة”.

1- قبل أن توجّه الحديث إلى تابعيك المباشرين:

◄ انظر في عيني من تخاطبه وسل نفسك: هل ستجعل “القيمة التي أضيفها” هذا الشخص أكثر التزاماً بإنجاز عملٍ ممتاز أم أقلّ التزاماً؟

◄ إن كانت الإجابة هي أنّ إضافتك ستجعله أقلّ التزاماً، فسل نفسك:
هل القيمة التي تضيفها مساهمتي ترجح على خسارة الالتزام التي تسبّبها لدى هذا الشخص؟

◄ إذا كانت الإجابة هي النفي فاحتفظ بإضافتك الثمينة لنفسك.

2- قبل الحديث في اجتماع الفريق:

◄ سل نفسك: هل سيجعل تعليقي الفريق أكثر فاعليةً أم إنّه مجرّد وسيلة لإظهار أنّني أذكى من بقية الزملاء؟

◄ إذا كان إثبات ألمعيّتك وإرضاء الأنا هو الدافع الأكبر وراء تعليقك فاحتفظ به لنفسك.

3- قبل أن تتبرّع بالقيمة الإضافيّة لأحد أفراد العائلة –والمراهقين خصوصاً-:

◄ سل نفسك هل هذا الشخص مهتم حقاً بمحاضرة الإرشاد التي أوشك على إلقائها، أم إنّها لن تؤدّي إلاّ إلى إغاظته؟

◄ إن شعرت بأنّ إرشاداتك لن يصغي إليها أحدٌ سواك فالأفضل ألاّ تلقيها.

إنّ الرغبة العارمة في إضافة المزيد من القيمة هي من أبرز التحدّيات التي تواجه الناجحين واللامعين من أصحاب المعرفة والخبرة. كقادة ينبغي علينا الخروج من دور الخبير التقني إلى دور مطوّر الناس وصانع الناجحين. القائد لا يشغله استعراض ما لديه، بل لا يشغله إنجاح عملٍ معين بقدر ما يشغله إنجاحُ الأشخاص القادرين على صناعة المزيد من المنجزات. وفي ذلك أنقل لكم كلمة قائدٍ عظيمٍ أعرفه:

الإنجاز من أجلي، وأما القيادة فهي من أجلهم.

نقلا عن المقالة الأصلية: http://www.marshallgoldsmith.com/articles/when-should-you-keep-your-ideas-to-yourself/

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى