في مكان العمل متى يصير الحوار مضراً؟
أثارت مقالتي الماضية ” متى ينبغي عليك الاحتفاظ بجواهرك لنفسك؟” مناقشات ومساهماتٍ وفيرة من مختلف أنحاء العالم. ودفعني هذا التجاوب والاهتمام الواسعان إلى متابعة الموضوع مع قرائي الأعزاء وعرض سؤالٍ أساسي كنت أطرحه – وما أزال- على آلاف القادة من كل البلاد:
لو قسنا زمن الاتصالات البين-شخصية interpersonal communication في منظمتكم فكم تبلغ حصة الزمن المستهلكة من أجل النوعين التاليين من الحوارات:
- حوارات يستعرض فيها الناس كم هم أذكياء ومتميّزون ورائعون (أو يصغون إلى من يقوم بذلك).
- حوارات يستعرض فيها الناس ما لدى آخرين من غباء أو سوء أو ضعف كفاءة (أو يصغون إلى من يقوم بذلك).
وكانت الإجابات كاشفةً موقظة للتفكير عزيزي القارئ! إنّ متوسط نصيب هذا النوع من الحوارات ضمن الزمن الإجمالي للحوارات البين-شخصية يبلغ نحو60%. طرحت هذا السؤال على مديرين في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وكانت النتائج متقاربةً تقارباً مدهشاً.
يا له من حوار يبدّد الأعمار!
ترى ماذا نتعلّم من حديثنا عن شدة ذكائنا وسعة فهمنا؟ لا شيء.
وماذا نتعلّم من حديثنا عن شدة غباء الآخرين؟ أيضاً، لا شيء.
وكم يضيع من أعمارنا في سبيل هذين النوعين من الحديث؟ كثيرٌ وكثيرٌ جداً!
إنّ كلّ من أقابلهم يُحاطون بضغوط التزامات ومشاغل تكاد تتجاوز طاقتهم. ولديّ وسيلةٌ يُرجى أن تفيد:
فلنختصر الزمن المستهلك في منظمتنا في حوارات “ما أذكاني!” وحوارات “ما اغبى الآخرين!”.
طبعاً لا يمكن لأي قائد أن يمنع هذه الحوارات المخرّبة بالعمل منفرداً، لكن يمكنه بالتأكيد أن يجسّد القدوة الحسنة بنفسه فيقلع عنها ويحثّ من حوله برفق على الإقلاع عنها. وأعتقد أنّ الاستدلال بإحصائية “الستين بالمئة” المذكورة سيفيدكم في تحقيق هذا الهدف.
نقلا عن المقالة الأصلية: http://www.marshallgoldsmith.com/articles/when-workplace-dialogue-is-counterproductive/