أقلام عالميةالقيادة

فعالاً لطيفاً.. لا عاجزاً خفيفاً!

ست علامات إنذار: بشاشة وجهك تخرب فاعلية إدارتك

ليس القائد الجيد بالذي يمتلك الكثير من المعرفة والخبرة وحسب، بل من لديه المهارات البشرية الألطف التي تتيح له استثمار تلك المعرفة والخبرة. ومع القول بأهمية هذه المهارات البشرية فإنه يبقى موجوداً لدى كل مدير خط دقيق يفصل بين كونه متفهماً متعاطفاً ودوداً وبين كونه ضعيفاً عاجزاً.

من المسائل الأكثر أهمية – خصوصاً لدى المديرين الجدد – الخطأ أو التساهل في رسم وصيانة الفروق بين علاقات العمل الشخصية وبين العلاقات الشخصية الخالصة. ظاهرياً، تبدو هاتان العلاقتان شيئاً واحداً، لكن هناك فروق مهمة: تخيل أن مجموعتكم تخرج في نزهة أو في نشاط رياضي: أنت المدير وأحد أعضاء الفريق يمر بمشكلات عائلية وإجراءات طلاق. محادثة علاقة العمل الشخصية الملائمة ستكون شيئاً مثل “يؤسفني ما تمر به وأنا أعرف أنها مرحلة انتقال شاقة” وأما المحادثة الشخصية الخالصة فستتطرق إلى الزوج أو الزوجة المخادعة وتفاصيل دقيقة صغيرة كما يحدث في برامج الفضفضة التي يبثها الراديو آخر الليل.

صعب أن تكون صديقاً ورب عمل فعالاً، إذ قد يفقد رب العمل الموضوعية، وقد يفقد العامل الاحترام. حتى ترسم الحدود الفاصلة الملائمة وتكون قائداً أفضل عليك أن تكون واعياً لهذه العلامات الست التي تقول لك أنت مدير لطيف زيادة عن اللزوم:

إخلاف مواعيد الإنجاز أمر طبيعي

إن كنت أنت آخر من يعلم أن هذه المهمة أو تلك ستتأخر عن الموعد المتوقع فهذه علامة إنذار تقول لك: ينبغي أن تكون أكثر حزماً. وعلامة أخرى بالغة الدلالة: التابعون المباشرون لك يلغون أو يغيرون مواعيد الاجتماعات معك من دون سبب وجيه – مثل المرض الشديد – ينبغي أن يتبع طاقمك لك ويلاحقونك بالمستجدات، لا أن تتبعهم وتلاحقهم.

يمزحون عليك لا معك

ينبغي على المدير أن لا يجد نفسه – إلا نادراً – في موضع المتلقي للدعاية الساخرة. إن كنت تجد نفسك بين الحين والآخر موضوع مزحة أو تعليق ساخر بريء معتدل فهذا يشير إلى ارتياح الموظفين في التعامل معك. لكن إن كنت موضع تهكم في كثير من الأحيان فهذا يعني بوضوح تلاشي احترامك.

وجود رأيك مثل عدمه

ماذا يحدث عندما توجه نقداً؟ هل يتم النظر فيه والتفكير بالأخذ به مع اعتراض أو دون اعتراض؟

إن كان الموظف التابع لك لا يكاد يبالي بأي تفاعل مع ما تقول فإنه يتجاهلك، وهذه علامة إنذار هائلة بأنك تفتقر إلى الفاعلية. وكذلك إن كنت تجد نفسك تتجنب الإدلاء برأيك وتوجيه الملاحظات فهذا قد يعني أنك تفتقد المقدرة على النظر إلى الأمور ومعالجتها بموضوعية.

تضطر إلى كثير من الإفشاء والتبرير

إن كنت تمضي نصف نهارك وأنت تشرح لموظفيك مبررات أقوالك وأفعالك فأنت تضيع وقتك. وربما تدمر سلطتك. إن كنت تشعر بالحاجة إلى الإغراق في تبرير قراراتك إلى حد تسريب بعض المعلومات الإدارية التي يفترض بقاؤها في مستوى معين في سبيل إقناع فريقك أو تبرير اختياراتك فإن فاعليتك القيادية تنهار.

تنسحب كي يظهروا… تتراجع كي يتقدموا… وتحزن كي يفرحوا!

نعم، مهم أن تكون لاعب فريق، لكن عليك أيضاً أن تنال التقدير على ما تقوم به حين تستحقه. هناك قادة يشعرون بالحاجة دوماً إلى مشاركة منجزاتهم مع القسم أو الفريق الذي يقودون. مع أن هذا يمكن أن يكون شيئاً عظيم الفائدة لمعنويات الفريق ويساعد في جعلهم يلمسون ثمار تعاونهم، فإنه يمكن أن يرتد بأثر عكسي على القائد إن وصل الأمر إلى عدم رؤية الآخرين مقدرته على تحقيق منجزات كبيرة بنفسه. إن المشرفين على القائد في المستويات الأعلى بحاجة إلى مشاهدة ولمس أنه هو من يحرك ويقود الفريق إلى النجاح.

كم هذا لطيف! صداقة تلغي الالتزامات والتكاليف

من المهم تفهم الفرق بين تنامي المودة بينك وبين أحدهم، وبين أن يكون نداً، زميلاً لا وجود لتكليفات وأصول في التعامل بينك وبينه. من مظاهر هذه الندية أو الزمالة الملغية للتكاليف والأصول: المرور بمكتبك أو المكوث فيه من دون موعد، أو الإطالة في استراحة الغداء دون حرج، أو القدوم إلى العمل متأخراً والمغادرة مبكراً دون التفكير في المساءلة، إلقاء آراء وتقييمات غير مطلوبة في شؤون إدارية، أو إقحامك وآخرين في أحاديث القيل والقال المكتبية اليومية عن موظفين آخرين، وتشتيت انتباهك عن أداء المطلوب منك في وقت العمل.

الكاتب: آمي ليفين إبستاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. “إن كنت تمضي نصف نهارك وأنت تشرح لموظفيك مبررات أقوالك وأفعالك فأنت تضيع وقتك. وربما تدمر سلطتك. إن كنت تشعر بالحاجة إلى الإغراق في تبرير قراراتك إلى حد تسريب بعض المعلومات الإدارية التي يفترض بقاؤها في مستوى معين في سبيل إقناع فريقك أو تبرير اختياراتك فإن فاعليتك القيادية تنهار.”

    كيف نفرق بين حق الموظف في معرفة الاجراءات الإدارية وبين محاولة القائد شرح هذه الإجراءات وتسريبه لبعض المعلومات الادارية؟

اترك رداً على احمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى