عالم الإبداع

  • دور الذكاء الاصطناعي في تحسين حملات التسويق الإلكتروني

    أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا أساسيًا من عالم التسويق الإلكتروني، حيث يُستخدم لتحسين استراتيجيات الحملات التسويقية وزيادة فعاليتها.

    في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين استهداف العملاء، مما يؤدي إلى تحسين العائد على الاستثمار (ROI) وتحقيق نتائج أكثر دقة وتأثيرًا.

    تحليل البيانات الضخمة (Big Data)

    الذكاء الاصطناعي يمكنه التعامل مع كميات ضخمة من البيانات التي يتم جمعها من مصادر متعددة مثل السوشيال ميديا، البريد الإلكتروني، وتفاعلات المستخدمين على المواقع، وذلك باستخدام خوارزميات التعلم الآلي (Machine Learning)، فيتم تحليل هذه البيانات بسرعة ودقة للكشف عن الأنماط السلوكية وتوقع اتجاهات السوق.

    “إريك برادفورد” .. خبير في التكنولوجيا والتسويق الرقمي، يشير إلى أن “الذكاء الاصطناعي ليس فقط أداة لتحليل البيانات، بل هو أداة للتنبؤ والتخطيط المستقبلي. الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي لا تحلل فقط ما حدث، ولكن أيضًا تتوقع ما سيحدث” .

    تحسين استهداف العملاء

    باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات تحسين استهداف حملاتها الإعلانية بناءً على تحليل سلوك العملاء واهتماماتهم، مما يساعد الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقسيم الجمهور إلى مجموعات دقيقة جدًا (Micro-segmentation) بناءً على البيانات الديموغرافية والاهتمامات، مما يساعد في توجيه الرسائل التسويقية المناسبة لكل مجموعة.

    “روب ويليامز” .. مدير التسويق في شركة تسويق رقمية، يقول: “الذكاء الاصطناعي يساعد في تحسين دقة الاستهداف بنسبة 90٪ عن طريق التعرف على الأنماط التي يمكن للبشر أن يغفلوا عنها، وهذا بدوره يقلل من الهدر الإعلاني ويزيد من فعالية كل دولار يُنفق على التسويق”.

    تحسين تجربة العملاء الشخصية

    أحد التطبيقات المهمة للذكاء الاصطناعي في التسويق هو تخصيص تجربة العملاء .. باستخدام تحليل البيانات في الوقت الحقيقي، ويمكن من خلال ذلك أن تقوم الشركات بتقديم محتوى مخصص لكل عميل بناءً على نشاطه السابق وتفضيلاته الشخصية، ومن خلال هذا التخصيص، يشعر العملاء بأنهم يتلقون خدمة فردية مخصصة لهم، مما يزيد من ولائهم للعلامة التجارية.

    “جينيفر توماس” .. خبيرة في تجربة العملاء الرقمية .. أوضحت أن “الذكاء الاصطناعي يمكنه تقديم تجربة شخصية تمامًا لكل عميل، بدءًا من توصيات المنتجات إلى الرسائل التسويقية المخصصة، وهو ما يزيد من معدلات التحويل”.

    تحسين إدارة حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني

    الذكاء الاصطناعي يساعد أيضًا في تحسين حملات البريد الإلكتروني من خلال تحليل توقيت فتح الرسائل، نوعية المحتوى الذي يجذب العملاء، وتوقع أفضل الأوقات لإرسال الرسائل.

    وهذا يتيح للشركات تحسين أدائها وجعل حملات البريد الإلكتروني أكثر فعالية من أي وقت مضى.

    “أليكس كارتر” .. مدير حملة تسويق إلكتروني .. يقول: “الذكاء الاصطناعي يستطيع تحسين حملات البريد الإلكتروني من خلال تقديم محتوى مخصص لكل مستلم وتحديد أوقات الإرسال المثلى. هذا النوع من التخصيص يزيد من معدلات فتح البريد والنقرات، وبالتالي يعزز من عائد الاستثمار”.

    أتمتة الحملات التسويقية وتحسين العمليات

    يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات أتمتة الحملات التسويقية بشكل كامل، مما يقلل من الجهد البشري اللازم لإدارة الحملات ويزيد من الكفاءة.

    ومن خلال الأتمتة، يمكن للشركات ضبط إعلاناتها تلقائيًا استنادًا إلى أداء الحملة في الوقت الحقيقي.

    “جون ميك” .. خبير في أتمتة التسويق .. يوضح أن “أتمتة الذكاء الاصطناعي تعني أن الحملات التسويقية يمكنها التكيف ديناميكيًا مع أداء السوق. على سبيل المثال، إذا كانت حملة معينة تعمل بشكل جيد، فإن النظام يمكنه تلقائيًا زيادة الميزانية المخصصة لها لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة” .

    ومن هنا نصل إلى الخلاصة وهي ..

    أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة قوية لتحسين حملات التسويق الإلكتروني، وذلك من خلال تحسين استهداف العملاء، وتحليل البيانات، وتخصيص التجارب، وأتمتة الحملات، مما يمكن الشركات من تحقيق نتائج أفضل واستغلال ميزانياتها التسويقية بكفاءة أعلى.

    وكما قال إريك برادفورد، فإن الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي “تأخذ خطوة للأمام في المستقبل”

    مما يعني أن النجاح في التسويق الإلكتروني يعتمد بشكل متزايد على تطبيق هذه التقنيات.


  • القيادة الفاشلة

    القيادة الناجحة ليست مجرد قدرة على إدارة الآخرين؛ بل هي فن يتطلب رؤية، تواصلاً فعالاً، وقدرة على تحفيز الفرق لتحقيق أهداف مشتركة.

    ومع ذلك .. هناك العديد من القادة الذين يفشلون في تحقيق هذه المعايير، مما يؤدي إلى تدهور الأداء المؤسسي وإلحاق الضرر بالأفراد والمنظمات.

    التعرف على علامات التحذير التي تشير إلى الفشل القيادي يمكن أن يساعد في تجنب الأزمات وإعادة توجيه السفينة إلى المسار الصحيح ..

    1. الافتقار إلى الرؤية الواضحة

    القيادة بدون رؤية واضحة تشبه السفينة التي تبحر بلا بوصلة. عندما يفشل القائد في تقديم رؤية متماسكة ومحددة للمستقبل، فإن الفريق يصبح تائهاً، مما يؤدي إلى نقص الحافز والاتجاه.

    قال الفيلسوف الصيني كونفوشيوس: “الشخص الذي يطارد أرنبين لن يمسك بأي منهما”

    مما يعكس أهمية التركيز وتوجيه الجهود نحو هدف محدد.

    2. التواصل الضعيف

    التواصل هو العمود الفقري لأي قيادة ناجحة. عندما يفشل القائد في إيصال الأفكار، الأهداف، أو التوقعات بشكل واضح، يترتب على ذلك سوء فهم يؤدي إلى أخطاء وتوترات بين أعضاء الفريق.

    قال الفيلسوف اليوناني أرسطو: “الفضيلة تكمن في وسط بين الإفراط والتفريط”

    مشيرًا إلى أن التوازن في التواصل يمكن أن يمنع الفشل القيادي.

    3. عدم القدرة على اتخاذ القرارات

    القيادة تتطلب القدرة على اتخاذ قرارات صعبة في الوقت المناسب. القائد الذي يتردد أو يفشل في اتخاذ قرارات حاسمة يؤدي إلى بطء في التقدم وتزايد الارتباك داخل الفريق.

    4. التجاهل للتغذية الراجعة

    قائد يرفض أو يتجاهل التغذية الراجعة من فريقه هو قائد محكوم عليه بالفشل. التغذية الراجعة هي أداة قيمة تساعد القادة على تحسين أدائهم وتجنب الأخطاء المستقبلية .. مما يوضح أهمية الانفتاح على النقد البناء.

    5. نقص التكيف مع التغيير

    العالم الحديث يتغير بسرعة، والقائد الذي لا يستطيع التكيف مع هذه التغيرات سيكون عرضة للفشل. القدرة على التكيف والمرونة تعتبر من أهم صفات القائد الناجح، لذا فإن القدرة على التكيف مع التغيير هي مفتاح النجاح.

    6. عدم الثقة في الفريق

    القيادة لا تعني السيطرة الكاملة بل تتطلب الثقة في قدرات الفريق. القائد الذي لا يثق في فريقه ويقوم بالتحكم في كل تفاصيل العمل يُثبط الابتكار ويحد من النمو.

    قال رالف والدو إمرسون: “الثقة بالنفس هي السر الأول للنجاح”

    وهذا ينطبق أيضًا على الثقة في الآخرين.

    7. إهمال التطوير المستمر

    قائد يتوقف عن التعلم والتطور هو قائد يتجه نحو الفشل. العالم يتطور باستمرار، والقائد الناجح هو الذي يسعى لتطوير مهاراته ومعرفته باستمرار.

    الخلاصة

    القيادة الفاشلة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على أي منظمة. من خلال التعرف على هذه العلامات التحذيرية، يمكن للقادة تجنب الفشل، والارتقاء بأنفسهم وبفرقهم لتحقيق نجاحات مستدامة. الحكمة من القادة العظماء والفلاسفة تؤكد أن القيادة ليست مجرد منصب، بل هي مسؤولية تتطلب التعلم المستمر، التكيف، والتواصل الفعال.

  • تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل:

    في السنوات الأخيرة، شهدت التكنولوجيا تطورات هائلة، وكان للذكاء الاصطناعي نصيب كبير منها، فلم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما أثر بشكل كبير على سوق العمل.

    سنتناول في هذا المقال التحديات التي يواجهها سوق العمل بسبب الذكاء الاصطناعي، وكذلك الفرص التي يقدمها:

    التحديات:

    1. فقدان الوظائف التقليدية

    واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها سوق العمل هي فقدان الوظائف التقليدية، حيث تعتمد العديد من الصناعات على الأتمتة والروبوتات لتحل محل العمال البشريين في المهام الروتينية والمتكررة، مما يجعل هذا التحول قد يؤدي إلى فقدان عدد كبير من الوظائف في قطاعات مثل التصنيع، والخدمات اللوجستية، وحتى بعض الوظائف المكتبية.

    2. الحاجة إلى مهارات جديدة

    مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، تتزايد الحاجة إلى مجموعة جديدة من المهارات، فالعمال الذين كانوا يعتمدون على المهارات التقليدية يحتاجون الآن إلى تعلم مهارات تقنية جديدة تتعلق بالبرمجة، وتحليل البيانات، والتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذا يتطلب استثمارات كبيرة في التعليم والتدريب المستمر.

    3. التفاوت الاقتصادي

    يمكن أن يؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي إلى زيادة التفاوت الاقتصادي بين الفئات المختلفة في المجتمع. العمال ذوو المهارات العالية قد يجدون أنفسهم في وضع أفضل بكثير من العمال ذوي المهارات المنخفضة، مما يزيد من الفجوة الاقتصادية والاجتماعية.

    الفرص:

    1. تحسين الكفاءة والإنتاجية

    من ناحية أخرى، يقدم الذكاء الاصطناعي فرصًا هائلة لتحسين الكفاءة والإنتاجية، فيمكن للتكنولوجيا الأتمتة أن تنجز المهام بسرعة وبدقة أكبر من البشر، مما يزيد من الإنتاجية ويقلل من الأخطاء، وهذا يمكن أن يؤدي إلى خفض التكاليف وزيادة الأرباح للشركات.

    2. خلق وظائف جديدة

    بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل بعض الوظائف، فإنه يخلق أيضًا وظائف جديدة، ويحتاج تطوير، وصيانة، وإدارة تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مهنيين متخصصين، من مجالات هندسة البرمجيات إلى تحليل البيانات، هناك طلب متزايد على المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

    3. فرص ريادة الأعمال

    يفتح الذكاء الاصطناعي أبوابًا جديدة لرواد الأعمال والمبتكرين، فيمكن للتكنولوجيا الجديدة أن تخلق فرصًا لتطوير منتجات وخدمات مبتكرة، والشركات الناشئة في مجالات مثل الصحة، والتعليم، والتمويل تستفيد بشكل كبير من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول جديدة ومبتكرة.

    4. تحسين جودة الحياة

    يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحسين جودة الحياة بطرق عديدة، فعلى سبيل المثال في قطاع الرعاية الصحية، يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة، بينما في التعليم، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر تجارب تعليمية مخصصة تلبي احتياجات الطلاب الفردية. وهذه التحسينات يمكن أن تؤدي إلى حياة أفضل وأكثر راحة للناس.

    من الوظائف الجديدة التي تعتمد على الذكاء الصناعي:

    في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأت تظهر العديد من الوظائف الجديدة التي تعتمد بشكل كبير على هذه التكنولوجيا، من أبرز هذه الوظائف:

    ١. مهندسو تعلم الآلة

    الذين يقومون بتطوير خوارزميات وأنظمة تعليمية تُمكّن الآلات من التعلم من البيانات واتخاذ قرارات ذكية

    ٢. محللو البيانات

    الذين يستخرجون ويحللون كميات ضخمة من البيانات لفهم الأنماط وتقديم رؤى تساعد الشركات في اتخاذ قرارات مستنيرة.

    ٣. مستشارو الذكاء الاصطناعي

    حيث يلعبون دورًا مهمًا في مساعدة الشركات على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها لتحسين الكفاءة والإنتاجية.

    ٤. مديرو المنتجات المعتمدين على الذكاء الاصطناعي

    يعملون على تطوير استراتيجيات لمنتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بدءًا من الفكرة وحتى التنفيذ.

    ٥. متخصصو أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

    فهم يعملون على ضمان أن تكون التطبيقات متوافقة مع المعايير الأخلاقية وتجنب التحيز والتمييز.

    هذه الوظائف الجديدة ليست فقط دليلًا على التحولات الكبيرة في سوق العمل، بل تمثل أيضًا فرصًا للتقدم والابتكار في مختلف القطاعات.

    ٦. متخصصو في الروبوتات

    حيث يقوموا بتطوير وبرمجة الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لأداء مهام معقدة، مثل الروبوتات الجراحية والروبوتات الصناعية.

    ٧. متخصص في معالجة اللغة الطبيعية

    فهم يقومون بتطوير أنظمة تمكن الحواسيب من فهم وتحليل اللغة البشرية، مثل برامج الترجمة الآلية والمساعدين الافتراضيين.

    الخلاصة:

    الذكاء الاصطناعي يشكل تحديًا وفرصة في آن واحد لسوق العمل، فبينما يمكن أن يؤدي إلى فقدان وظائف تقليدية وزيادة التفاوت الاقتصادي، فإنه يفتح أيضًا أبوابًا جديدة لخلق وظائف وتحسين الكفاءة والإنتاجية.

    من المهم أن نستثمر في التعليم والتدريب المستمر لتمكين العمال من التكيف مع التحولات التكنولوجية، حيث بهذه الطريقة يمكننا الاستفادة القصوى من الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي وتجاوز التحديات التي يفرضها.

  • دور القيادة في التحول الرقمي

    التحول الرقمي هو عملية حتمية في العصر الحديث، حيث تسعى المؤسسات إلى تبني التقنيات الرقمية لتحسين الكفاءة والقدرة التنافسية.

    حيث يلعب القادة دورًا حيويًا في هذا التحول، ويواجهون تحديات متعددة تتطلب استراتيجيات فعالة للتكيف والنجاح.

    من خلال هذا المقال يستعرض دور القيادة في التحول الرقمي، والتحديات التي تواجه القادة، والاستراتيجيات التي يمكن تبنيها لتحقيق النجاح في هذا المجال.

    دور القيادة في التحول الرقمي ..

    يعتبر القادة عنصرًا محوريًا في عملية التحول الرقمي، حيث يكون لديهم الدور في توجيه الرؤية، وإدارة التغيير، وخلق ثقافة مؤسسية داعمة للتكنولوجيا.

    يمكن تلخيص دور القيادة في التحول الرقمي في النقاط التالية:

    1. وضع الرؤية الرقمية:
      القادة مسؤولون عن تحديد رؤية واضحة للتحول الرقمي تشرح أهداف المؤسسة وتحديد الطرق التي يمكن أن تدعم التكنولوجيا بها تحقيق هذه الأهداف. هذه الرؤية توفر إطارًا استراتيجيًا يسهل على الجميع فهم وتبني التغييرات.
    2. إدارة التغيير:
      التحول الرقمي غالبًا ما يصاحبه مقاومة للتغيير، سواء من الموظفين أو أصحاب المصالح. ويتعين على القادة إدارة هذه المقاومة بفعالية من خلال تقديم الدعم والتوجيه المستمر، وتوضيح الفوائد التي ستتحقق من خلال التحول.
    3. تطوير المهارات والقدرات:
      يتطلب التحول الرقمي تحديث المهارات والمعرفة. حيث يجب على القادة الاستثمار في التدريب وتطوير القدرات لتمكين الموظفين من استخدام التقنيات الجديدة بكفاءة.
    4. تعزيز ثقافة الابتكار:
      من المهم للقادة تشجيع بيئة عمل تحفز على الابتكار وتجربة الأفكار الجديدة. وهذا يمكن تحقيقه من خلال دعم المبادرات الرقمية وتوفير الفرص للموظفين للمشاركة في مشاريع تجريبية.

    التحديات التي تواجه القادة في التحول الرقمي ..

    يواجه القادة عدة تحديات في قيادة التحول الرقمي، منها:

    1. مقاومة التغيير:
      تعتبر مقاومة التغيير من أبرز التحديات، حيث يخشى الموظفون من تأثير التقنيات الجديدة على وظائفهم واستقرارهم المهني. ويمكن التغلب على هذه المقاومة من خلال التواصل الفعال وتقديم الدعم المستمر.
    2. نقص المهارات:
      غالبًا ما تواجه المؤسسات نقصًا في المهارات الرقمية الضرورية لتنفيذ استراتيجيات التحول. ويتطلب هذا التركيز على تطوير المهارات والتوظيف الجيد للموظفين ذوي الخبرة الرقمية.
    3. إدارة البيانات:
      يتزايد حجم البيانات بشكل كبير مع التحول الرقمي، مما يتطلب من القادة إيجاد طرق فعالة لإدارة وتحليل البيانات لضمان تحقيق أقصى استفادة منها.
    4. أمن المعلومات:
      التحول الرقمي يجلب معه مخاطر أمنية جديدة، مما يتطلب استثمارات في الأمن السيبراني لحماية البيانات والبنية التحتية الرقمية من الهجمات.
    5. تحقيق التوازن بين الابتكار والاستقرار:
      من الضروري للقادة تحقيق توازن بين تبني التقنيات الجديدة والحفاظ على استقرار العمليات اليومية للمؤسسة. ويمكن أن يؤدي التحول السريع جدًا إلى اضطرابات قد تؤثر على الأداء العام.

    استراتيجيات التكيف مع التحول الرقمي

    للتغلب على التحديات وتحقيق النجاح في التحول الرقمي، يمكن للقادة تبني الاستراتيجيات التالية:

    1. تطوير رؤية رقمية واضحة:
      يجب أن تكون الرؤية الرقمية واضحة وقابلة للتحقيق، تشمل أهدافًا محددة وتوضح كيف ستساهم التقنيات الجديدة في تحسين الأداء وزيادة الكفاءة.
    2. التواصل المستمر والشفاف:
      من المهم الحفاظ على التواصل المستمر مع جميع أصحاب المصلحة لشرح الفوائد والتحديات المرتبطة بالتحول الرقمي، وتوفير الفرص للمشاركة وإبداء الآراء.
    3. الاستثمار في تدريب الموظفين:
      تدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم التقنية يعد استثمارًا ضروريًا لتمكينهم من التكيف مع التغيرات والاستفادة القصوى من الأدوات الرقمية الجديدة.
    4. تعزيز الابتكار والتجريب:
      تشجيع بيئة عمل تتيح للموظفين الابتكار وتجربة أفكار جديدة دون الخوف من الفشل. وهذا يمكن تحقيقه من خلال برامج التحفيز والدعم للمبادرات التجريبية.
    5. تطوير شراكات استراتيجية:
      يمكن للقادة تعزيز قدرات مؤسساتهم الرقمية من خلال إقامة شراكات مع شركات تكنولوجيا وخبراء في المجال لتبادل المعرفة والاستفادة من التقنيات المتقدمة.

    الخلاصة ..

    يمثل التحول الرقمي فرصة كبيرة للمؤسسات لتحسين الكفاءة والقدرة التنافسية، ولكنه يتطلب قيادة قوية وقادرة على التكيف مع التحديات المصاحبة. وذلك من خلال تطوير رؤية رقمية واضحة، والتواصل الفعال، والاستثمار في التدريب وتعزيز ثقافة الابتكار، ويمكن للقادة توجيه مؤسساتهم نحو النجاح في البيئة الرقمية المتغيرة بسرعة.

  • بناء وإدارة متجر إلكتروني ناجح

    مقدمة

    في العصر الرقمي، أصبحت التجارة الإلكترونية جزءاً أساسياً من استراتيجيات الأعمال الحديثة. حيث يتطلب إنشاء وإدارة متجر إلكتروني ناجح .. التخطيط الدقيق، وفهم السوق، وتنفيذ استراتيجيات تسويقية فعّالة.

    سنستعرض في هذا المقال الخطوات الأساسية لبناء وإدارة متجر إلكتروني ناجح

    أولاً: التخطيط والإعداد

    دراسة السوق والمنافسة

    قبل البدء في بناء المتجر الإلكتروني، يجب إجراء دراسة شاملة للسوق والمنافسة. تبدأ بتحليل سلوك المستهلكين وتحديد الفئة المستهدفة حيث يساعد في فهم احتياجات السوق. والقيام بدراسة المنافسين يتيح لك تحديد نقاط قوتهم وضعفهم، مما يساعدك في تمييز متجرك.

    اختيار منصة التجارة الإلكترونية

    اختيار المنصة المناسبة يعد خطوة حاسمة. منصات مثل Shopify، WooCommerce، وMagento توفر أدوات متنوعة لإدارة المتجر. يجب اختيار المنصة التي تتناسب مع ميزانيتك واحتياجاتك من حيث الوظائف وسهولة الاستخدام .

    ثانياً: تصميم وتطوير المتجر

    واجهة المستخدم وتجربة المستخدم (UI/UX)

    تصميم واجهة مستخدم جذابة وسهلة الاستخدام يعتبر مفتاح النجاح. يجب أن يكون التصميم متجاوباً مع جميع الأجهزة، ويوفر تجربة شراء مريحة وسلسة .

    إدارة المنتجات والمخزون

    إدارة المنتجات بفعالية تتضمن تقديم أوصاف دقيقة، صور عالية الجودة، وأسعار تنافسية. نظام إدارة المخزون القوي يساعد في تجنب مشاكل النفاد المفاجئ أو الفائض .

    ثالثاً: التسويق والترويج

    استراتيجيات التسويق الرقمي

    تتضمن استراتيجيات التسويق الرقمي استخدام تحسين محركات البحث (SEO)، التسويق عبر البريد الإلكتروني، والإعلانات المدفوعة على محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي. هذه التقنيات تساعد في زيادة الوعي بالعلامة التجارية وجذب المزيد من العملاء .

    التسويق بالمحتوى

    إنشاء محتوى ذو قيمة مثل المقالات، الفيديوهات، والتدوينات يعزز تفاعل العملاء مع المتجر ويزيد من ولائهم للعلامة التجارية. يمكن أن يتضمن المحتوى مراجعات المنتجات، البرامج التعليمية، والنصائح حول الاستخدام .

    رابعاً: إدارة العمليات واللوجستيات

    نظم الدفع والشحن

    توفير خيارات دفع آمنة ومرنة مثل بطاقات الائتمان، PayPal، والدفع عند الاستلام يعد أساسياً. التعاقد مع شركات شحن موثوقة يضمن تسليم المنتجات في الوقت المحدد .

    خدمة العملاء

    تقديم خدمة عملاء ممتازة يمكن أن يكون العنصر الفارق في نجاح المتجر. يشمل ذلك توفير دعم فني على مدار الساعة، وسياسات إرجاع واضحة وعادلة، والاستجابة السريعة للاستفسارات والشكاوى .

    خامساً: التحليل والتحسين المستمر

    قياس الأداء

    استخدام أدوات تحليل الأداء مثل Google Analytics يساعد في فهم سلوك الزوار وتتبع المبيعات. تحليل البيانات يتيح لك تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وتعديل استراتيجياتك بناءً على ذلك .

    التحسين المستمر

    تحسين الأداء عملية مستمرة. استمر في اختبار التغييرات وتحليل النتائج لتحديد ما يعمل بشكل أفضل لعملائك ومتجرك .

    الخاتمة ..

    بناء وإدارة متجر إلكتروني ناجح يتطلب استراتيجيات متكاملة تغطي كل جوانب التجارة الإلكترونية من التخطيط، التصميم، التسويق، إلى العمليات اليومية والتحليل المستمر. باتباع هذه الخطوات، يمكنك تحقيق النجاح والاستمرارية في عالم التجارة الإلكترونية المتزايد التنافس.

  • إدارة مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)

    تحقيق النجاح من خلال القياس والتحليل

    إدارة مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) هي عملية حيوية للشركات لتحقيق النجاح والنمو في بيئة الأعمال اليومية. تعتبر KPIs مفتاحًا لفهم أداء المؤسسة وقدرتها على تحقيق أهدافها وتطلعاتها. في هذا المقال نستعرض أهمية إدارة KPIs وكيفية استخدامها بشكل فعال في تحسين الأداء وتحقيق الأهداف المؤسسية.

    1.   أهمية تحديد الأهداف وتتبعها:

    تحديد الأهداف هي الخطوة الأولى نحو إدارة KPIs بنجاح.

    كما قال بيتر دراكر: “ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته.”

    لذا، يجب على جميع الشركات تحديد أهدافها بوضوح واختيار KPIs المناسبة لقياس تحقيقها.

    2. دور KPIs في اتخاذ القرارات الاستراتيجية:

    تعتبر KPIs أداة قوية لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.

    كما قال توم بيترز: “ما لا يُقاس لا يمكن تحسينه.”

    من خلال تحليل بيانات KPIs، يمكن للقادة اتخاذ القرارات المستنيرة التي تدعم أهداف المؤسسة وتحقق نتائج ملموسة.

    3. الشفافية والمساءلة من خلال KPIs:

    تعزز إدارة KPIs مستوى الشفافية والمساءلة داخل المؤسسة.

    كما قال داليو كارنيجي: “إدارة هيمنة العقول أسهل بكثير من إدارة الناس.”

    من خلال تعريف KPIs بشكل واضح، يصبح من السهل على فرق العمل فهم ما هو متوقع منهم وتقديم الأداء بشكل ملموس وفعّال.

    4. تحديات تحقيق النجاح من خلال KPIs:

    يواجه القادة والمدراء تحديات في تحقيق النجاح من خلال إدارة KPIs، فمن الضروري التفكير في استخدام KPIs بشكل إبداعي وتحديثها بانتظام لتلبية احتياجات الشركة والتغيرات في السوق.

    5. أثر KPIs على الثقافة التنظيمية:

    تؤثر KPIs بشكل كبير على ثقافة الشركة وطريقة عملها.

    كما قال بول بولمان: “ثقافة الشركة هي استجابتها لكيف تُدار.”

    من خلال تعزيز ثقافة الأداء والمساءلة، يمكن للمؤسسات بناء بيئة عمل مناسبة تدعم النجاح والابتكار.

    ختامًا:

    إدارة مؤشرات الأداء الرئيسية هي عملية مستمرة ومتطورة تساعد المؤسسات على تحقيق أهدافها وتحقيق النجاح في بيئة الأعمال المتغيرة باستمرار. باستخدام KPIs بشكل فعال، يمكن للشركات تعزيز الأداء وبناء استراتيجيات ناجحة تدعم نموها واستدامتها في المستقبل.

  • القيادة الناعمة .. إدارة بلمسة إنسانية

    إذا كنت تبحث عن النجاح في مسيرتك القيادية، فعليك معرفة أن الأمر لا يقتصر فقط على مهاراتك في إدارة الاجتماعات واتخاذ القرارات، فالنجاح الحقيقي يكمن في بناء شبكة من العلاقات وتعزيز شعور الانتماء لفريقك، تظهر القيادة الناعمة هنا كفلسفة قيادية تجمع بين الإدارة الحازمة والتعاطف الإنساني وتبني جسوراً قوية بين القادة وموظفيهم.

    حققت هذه الفلسفة في السنوات الأخيرة شهرة لا تقل بتاتاً عن القيادة التقليدية، وأثبتت جدارتها كأحد الاستراتيجيات الناجحة في تعزيز دور القائد الإيجابي.


    مهارات ناعمة .. لقيادة حقيقية

    يحتل تطوير الذات مكانة مرموقة في أساسيات القيادة الناعمة حيث يكون القائد مثالاً للتطور المستمر، يسعى لتعزيز مهاراته الشخصية والاجتماعية في سبيل إتقان التواصل الجيد الذي يعد سراً للنجاح في هذا النوع من القيادة، حيث يمكن للقائد المتميز سماع أصوات فريقه والاستجابة لاحتياجاتهم ومخاوفهم.
    من زاوية أخرى تعدّ معالجة الصراعات بحكمة مهارة أساسية للقائد الناعم الذي يتمتع بقدرة عالية على تهدئة الأوضاع المعقدة والعمل على إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف، هذا التفاهم والمرونة يؤسسان بيئة تعاونية ومحفزة للابتكار والإبداع.

    كما يشكّل التوجيه الإيجابي حجر الأساس لهذا المفهوم، من خلال إلهام الآخرين وتقديم التوجيه والدعم، ليكون عامل تحفيز لفريقه، عبر قصص النجاح والتحديات التي يشاركها القائد مع فريقه لتلهم وتحفز الفريق على تحقيق أهدافهم بشكل أكبر.

    ما يميز القيادة الناعمة هو تركيزها على العلاقات الإنسانية، الحرص على التعامل المنصف مع أفراد الفريق والسعي المستمر لبناء أسس من الثقة والاحترام، هذا ما يجعل الفريق يتجاوب بشكل إيجابي ويشعر بالانتماء الحقيقي لبيئة العمل والنظر إلى النجاحات كإنجازات مشتركة.

    وفي الأوقات الصعبة، يجب على القائد الناعم أن يمتلك قدرة اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية عنها، والاستفادة من قوته الهادئة في إدارة الأزمات واتخاذ القرارات الصعبة عند الحاجة. إذ أن التعامل مع العواطف الإنسانية وفتح المساحات الوديّة في بيئات العمل قد لا يكون الخيار الأسهل، يتطلب الأمر اهتماماً عن قرب ومنح الوقت والجهد الكافي لبناء هذه العلاقات والأسس القوية والحرص المستمر على سير العمل بأفضل صورة ممكنة.

    لابد من خطوات جديدة!

    في عصر بات فيه التغيير سمة بارزة، لم تكن عقود السعي لبناء صورة حازمة وشديدة للقائد الناجح  كافية للصمود أمام هذه الفلسفة الحديثة، لتخلق بُعداً إنسانياً بات ضرورة ملحة، ليحتّم هذا التطور المستمر على المدراء وأصحاب المناصب القيادية والطامحين لدخول هذا المجال مواكبة التغييرات الدائمة وبناء مهارات فريدة، في شركة الإبداع الخليجي للتدريب والاستشارات نقدّم حزمة فريدة من التدريبات والمقاييس تستهدف جميع المدراء والقياديين أصحاب المناصب العليا، الشباب الطامح لبناء مستقبل مميز التي تساعدهم على خوض رحلة تعليمية مبتكرة لبناء المهارات واكتساب الخبرات مع رياديي المجال الإداري والقيادي في الوطن العربي، لنصنع نماذج ملهمة تتصدّر عالم القيادة الحديثة. 

  • المرأة القائدة.. أصيلة المسلك كما هي أصيلة الوجود

    مارثا كارلسون

    في الغرب، تعتبر هذه الأيام مرحلة تاريخية للنساء المحترفات، فإنجازات المرأة قد أنهت النقاش حول مقدرة المرأة على تولي الأمور وأثبتت نجاحها في المناصب القيادية.

    وفي هذه الأيام تحاول النساء أكثر من أي وقت مضى إثبات مطالبهن وإدخال تغييرات عظيمة على مكان العمل، فحسب إحصائيات وزارة العمل الأمريكية، في عام 2007:

    – يشكل واحد وسبعون مليون امرأة نسبة تبلغ 46% من القوة العاملة في الولايات المتحدة.

    – النسبة الكبرى من النساء الموظفات (39%) تعمل في الإدارة والمهن التخصصية.

    – تحوز النساء على نسبة 51% من مواقع العمل الإداري والمهني التخصصي الأعلى أجوراً.

    – يزيد عدد النساء على عدد الرجال في مهن مثل الإدارة المالية، وإدارة الخدمات الطبية والصحية، والمحاسبة والتدقيق، تحليل الميزانيات، وإدارة الموارد البشرية.

    في زمن المعايير المزدوجة، يبقى النجاح بطريقتك هو السياسة الفضلى:

    بالرغم من الحضور القوي في مكان العمل ما يزال واجباً على النساء المتربعات في المواقع القيادية الرفيعة عمل الكثير، إن عدد النساء بين الموظفين الأعلى أجراً، وبين أعضاء مجالس الإدارة ومناصب القيادة التنفيذية في بعض القطاعات ما يزال قليلاً وغير مكافئ للنسبة بين أعداد الموظفات والموظفين.

    وتبين الأبحاث أن التغيير الاجتماعي الذي كان ينتشر خلال السنوات الخمسين الماضية، لم يصاحبه تغيير مواكب في التصورات النمطية للمرأة والرجل.

    هنالك معايير مزدوجة تطبق على النساء في مكان العمل، إذا تصرفن وفق النموذج النمطي للمرأة يقال عنهن طريات العود، وإذا انتقلن إلى الطرف الآخر وانتحلن الخصائص التقليدية للرجال ينعتن بالمتصلبات. وعلى المنوال نفسه نرى أنه عندما تبرز النساء سلوكات قيادية عالية القيمة تقليدياً مثل: الاعتداد بالنفس

    ينظر إليهن – غالباً – على أنهن ذوات كفاءة ولكن فاشلات في التعامل الشخصي.

    ويقترن ازدواج المعايير السابق بظاهرة أخرى هي الميل إلى تقويم النساء قياساً على معايير أداء أعلى ومقابل مستويات مكافأة أدنى.

    کامرأة محترفة في مجال التدريب للنساء القياديات فإن وظيفتي هي أن أتفهم وأوصل لهن الخصائص التي تساعدهن على استدامة فاعليتهن وتحقيقهن لذواتهن في خضم بحار القيادة، وفي السطور التالية أقدم أهم الخصائص التي أراها لازمة لنجاح المرأة في المواقع القيادية المتقدمة.

    • الأصالة:

    الأصالة هي وعي المرء لذاته وتصرفه بناءً على ذلك الوعي.

    إن هذه الخصلة تمكن المرأة من التفهم العميق لما عندها من قوى ومآخذ وطموحات ومخاوف، العنصر الأساسي هنا هو مقدرتها على تحويل الوعي للذات إلى أداة عمل، وأن تقوم عن قصد وتصميم باختيار طريقتها في تعظيم ما تولده قواها من ثمرات واستدراك ما لديها من مآخذ.

    النجاح ممكن عندما تستقر لدى المرأة القناعة بأنها غير مضطرة إلى التحول إلى رجل أو إلى اتباع مسالكه حتى تكون عالية الفاعلية، ما تحتاجه حقاً هو إدراك أنها يجب ألا تكون غير نفسها وأن تتصرف بصدق.

    القائدة الأصيلة تدرك كيف أن الأصالة تتوارى أحياناً خلف اللباقة والرزانة، وهي تعي وتطبق حقيقة أن ما لم يُقَل كثيراً ما يكون أقوى تأثيراً مما يقال.

    • تجاوز الخوف… التحرك بالإقدام وليس بالهرب:

    يقف خلف سلوكنا – نحن البشر- دافعان، الأول هو إشباع احتياجاتنا، والثاني هو الدفاع عن إحساسنا بالأمان.

    عندما يكون محركنا هو الدفاع عن إحساسنا بالأمان – سواء أكان ذلك في مجال العلاقات مع الآخرين،  أم في مجال إحساسنا بقيمة أنفسنا ومقدرتنا على الفعل والتأثير – فإننا نتصرف بدافع الخوف، وسوف يضر ذلك بفاعليتنا ضرراً محققاً.

    وأما عندما يكون محركنا هو إشباع حاجاتنا إلى حد الرضا فإننا نطرح مخاوفنا جانباً ونركز على ما نريد تحقيقه، وسنكون عندئذ أوفر حظاً في تنفيذ ذلك فعلاً.

    إن القادة المتخلصين من قيود الخوف هم القادرون على اقتحام المخاطرات المحسوبة وتمييز عناصر الربح والخسارة فيها، القائدة الناجحة المندفعة بالطموح لا بالخوف تدرك أن الفشل عندما يغلق أحد الأبواب أمامها إنما يفتح العديد من نوافذ الفرص.

    • التركيز:

    نحن النساء قد نرى أنفسنا أحياناً البطلات الخارقات العاملات اللواتي يرضين على أكمل وجه مطالب عملنا وأسرنا ومجتمعاتنا، ولكنني لا أوافق على هذا التصور أبداً، بل أرى أنه لتحقيق الفاعلية ولاستدامة التقدم نحو أي من أهدافنا الغالية يجب الإقلاع عن صورة المرأة القادرة والناجحة في كل شيء، والقيام باختيار إرادي واع لوجهة تركيز محددة.

    نعم قد نستطيع خدمة جهات عديدة في وقت واحد، ولكن لا يمكننا الوفاء بكل الاستحقاقات على أكمل وجه إلا لجهة واحدة.

    إن وضوح ما هو أساسي من النشاطات لنجاحنا وتحقيق ذواتنا واستدامة تركيزنا الأشد على وجهة واحدة سوف يزيد فرص نجاحنا في تحقيق أهدافنا عشرات المرات.

    • الطاقة:

    لا يمكننا تحقيق النجاح باستنفاد كل ما لدينا حتى نحترق، باذلين ساعات أكثر للعمل على حساب الراحة والنوم، ومستنزفين عافيتنا.

    يجب أن نعرف ونلتزم بتأمين ما يمدنا بالطاقة في الجوانب الجسدية والعاطفية والذهنية والروحية، ويتضمن هذا إعطاء أنفسنا أوقاتاً كافية من النوم والرياضة، والتعامل الصحيح مع المشاعر السلبية وتغذية المشاعر الإيجابية، وترتيب أولويات النشاطات والاهتمامات وتوزيع الوقت والطاقة إلى الأولى فالأولى.

    • طريق النجاح واحد … للرجال والنساء:

    عندما تنظر – عزيزي القارئ – في قائمة الخصائص السابقة، فإنك ترى أنها تنطبق على الرجال انطباقها على النساء دون أي فرق.

    لا توجد أية خصلة من تلك الخصال مذكرة ولا مؤنثة، وهذا يقودني إلى القول بأن أياً من الجنسين لا يمكنه زعم امتلاكه المفاتيح حصرياً للفاعلية والإنجاز، وهو ما يعطيني أيضا ثقة لا حد لها في مستقبل قوة نسائية متنامية في المواقع القيادية الرفيعة.

    مجلة عالم الإبداع

    العدد 46

  • عراقيل الإصغاء المثمر في مكان العمل

    عراقيل الإصغاء المثمر في مكان العمل.. هل تصغي لتتفهم أم لتتكلم؟

    البروفيسور ديفيد وولف

    في مكان العمل لا يمكن للمرء اكتساب احترام وثقة الزملاء ما لم يطور مقدرة الإصغاء الحقيقي إليهم ومقدرة التجاوب بطريقة تبين أنه يسمع ويستوعب ويهتم بما يقال، كما تجذب هذه المهارة أنظار الرؤساء والمشرفين إلى صاحبها كمورد نفيس ينبغي الحفاظ عليه وتثميره.

    راجعت أكثر من خمسة وثلاثين بحثاً تخلص كلها إلى اعتبار الإصغاء ضمن المهارات الخمس الأعظم أهمية للنجاح في العمل، وسوف يدهشك كما يدهشني ما تراه من ضآلة عدد الناس الذين تلقوا تدريباً رسمياً على الإصغاء (اثنان بالمئة فقط في الشركات الأمريكية) وسوف يدهشك أن تبقى هذه العملية الأقل فهماً من بين عمليات التواصل على الرغم من أنها الأهم والأكثر استخدام.

    إننا نستخدم الإصغاء في مكان العمل أكثر من الكلام بثلاث مرات على الأقل وأكثر من القراءة والكتابة بأربع مرات أو خمس.

    – هل نصغي لنفهم ونفهم أم لنبحث عن فرصة لنقول ما نحب؟

    كثيراً ما يحدث أن نقوم بالاستماع لما يقوله محدثنا استماعاً غير منتبه انتباهاً كاملاً ولا متفهم لموقف المتكلم ومشاعره ودوافعه، وعندما يكون إصغاءنا على هذا النحو فإن إصدارنا لعراقيل التواصل سيكون هو الأكثر احتمالاً.

    إن الاستجابات المعرقلة لن تفيد المتكلم لأنها تنطلق من غرض مبيت؛ إنها تركز على الحديث عن أنفسنا وليس على محدثنا الذي يعبر عن نفسه أمامنا، مثلاً: تركز على طمأنة المتكلم لأن رؤيتك لإحباطه ومرارته تبث فيك القلق، في حين أن الذي يريده محدثك هو التفهم والسعي إلى حل المشكلة.

    أحد أهم مفاتيح الإصغاء المثمر هو الفصل بين مشاعرك وأغراضك وبين مشاعر محدثك أو مشكلته، فعندئذ يمكنك الإصغاء بهدوء ثم الاستجابة بطريقة بناءة تستهدف بدقة المشكلة المعروضة.

    تخيل نفسك في موقع المتلقي في هذا الموقف الافتراضي النموذجي لمكان العمل، كيف ستستمع؟ وما هو ردك المحتمل؟

    في اجتماع العمل أكثر المدير “فلان” من مقاطعة أحد زملاء العمل ثم عمد في النهاية إلى قمع مشاركته على الرغم من تحمس ذلك الزميل للمشاركة بعض الأفكار الجديدة..

    بعد الاجتماع يأتي إليك هذا الزميل ويقول: “هل تصدق كيف جرى ذلك الاجتماع؟ كيف يفكر فلان؟ إنه لا يبالي بأية فكرة يريد أن يعبر عنها أي إنسان غيره.. هل رأيت معاملته المحترمة لي؟! سوف أترك هذا المكان فوراً قبل أن يهدر كل احترامي لنفسي”

    فيما يلي عشر استجابات يمكن توجيهها إلى زميلك، اقرأ كلاً منها ثم تمعن في تفاعلك التلقائي معها:

    1 – ينبغي أن تجلس معه جلسة هادئة وتناقشه، إن كليكما بحاجة إلى تصفية الأجواء، ويجب عليك إطلاق حوار معه في أقرب فرصة ممكنة.

    2 – مع موقف كهذا فإنك يا صديقي سوف تطرد من العمل قبل أن تتاح لك الاستقالة بنفسك.

    3 – إن مجرد مرورك بتجربة مزعجة في هذا الاجتماع ليس مبرراً معقولاً لترك الشركة.

    4- هيا هيا لا تتوقف عند هذه المشكلة، إنني أعلم كم أنت صلب ومتسامح.. إنك من أفضل العاملين في هذا المكتب.

    5- إيه.. لا تقلق سوف تسير الأمور على ما يرام.

    6 – هذه هي الحياة، يجب أن تتقبلها كما هي.. بين أيام العسل لابد من بعض البصل.

    7- يبدو لي أن لديك عقدة ما في التعامل مع السلطات الممارسة عليك، ربما هي ناشئة عن غيظ متراكم مكبوت تجاه والديك المتسلطين.

    8 – اسمع! هل تذكر المطعم الذي تغدينا فيه غداءً رائعاً الأسبوع الماضي؟ فلنذهب إليه اليوم.

    9 – بصراحة! لقد كنت متأخراً جداً في إنجاز التقارير الأخيرة، ولذلك فإنني لا أراك في موقع يسمح لك بتوجيه اللوم إلى الآخرين، ثم يجب عليك أن تكون أن تكون أكثر حزماً واعتداداً بنفسك وأن تفصح عما في نفسك بنفسك.

    10- كف عن ذلك! يا لك من نواحة ندابة!

    – استكشاف الاستجابات المعرقلة:

    إن كل الاستجابات السابقة هي استجابات معرقلة، عقبات ولیست جسوراً، إن هذه المحاولات “للمساعدة” تمثل الطرق النموذجية السائدة لاستجابة الناس في مواجهة موقف مشحون عاطفياً لدى محدثيهم من زملاء العمل.

    والقائمة التالية توصف هذه الاستجابات المعرقلة الشائعة:

    1. النصيحة
    2. التحذير
    3. المحاكمة المنطقية
    4. المدح
    5. الطمأنة وبث الثقة
    6. الفلسفة
    7. التحليل النفسي
    8. التغطية وتضييع الموضوع
    9. النقد
    10. التجريح والإساءة

    لاحظ كيف أن أياً من الاستجابات المعرقلة السابقة لا تساعد زميلك على استكشاف مشاعره بعمق ودقة، ولا على تحديد ما ينبغي عليه القيام به استجابة للموقف.

    وبالإضافة إلى المعرقلات المذكورة في اللائحة السابقة ينبغي الحذر من استجابات الهجوم، أو الدفاع، أو الإنكار، أو مسايرة مشاعر المتحدث، أو تصنيف الناس ودمغهم، أو الوعظ في غير محله لمن لم يطلبه ولا يستقبله، أو التهديد، أو إلقاء الإيعازات.

    ومن المهم أن نلاحظ هنا أن معظم تلك الاستجابات لها مواضعها ضمن عملية التواصل السليمة ولكن لا يصح أن تكون هي الافتتاحية في التجاوب مع موقف مشحون عاطفياً من مواقف مكان العمل.

    الطريقة المثلى حتى تكون مستمعاً فعالاً هي أن تحافظ على حياديتك عاطفياً ثم تحاول صياغة ما سمعته بكلماتك أنت.

    وهكذا فإن الرد الافتتاحي المتفهم لمثالنا السابق يمكن أن يكون:

    “أنت غاضب لأنك تشعر بأن المشرف لا يبالي بأحد، ويتهرب عامداً من تلقي مقترحاتك؟”

    إن هذه الاستجابة تجعل صديقك يعرف أنك فهمت ما أراد قوله على النحو الذي أراده، أو أن عليه توضيح كلامه، وإعادة كلام المرء إليه بصياغة الآخرين تفتح حواراً يمكن المتكلم من تناول مشكلته خطوة خطوة بمساعدة من يحاوره.

    إن إدامة التدرب على هذا النوع من الانتباه والاستجابة الواعية سوف ترفع من فعاليتك في الإصغاء المجدي في مكان العمل، وتجعلك أكثر قيمة كزميل أو مدير.

    مجلة عالم الإبداع

    العدد 46

  • النظرة الخاطفة

    النظرة الخاطفة

    خطر المحاكمة السريعة في التعامل مع الموظفين

    سوزان هيثفيلد

    هل تعتقد أن الأمر يستغرق دقيقتين أم ثلاثين ثانية؟

    يؤكد المتحدثون المحترفون والمدربون المؤهلون دائماً على أن الأفراد يكونون فكرة سريعة عمن يقابلونهم من اللقاء الأول وخلال دقيقتين، بينما يرى آخرون أن الانطباع الأولي لا يستغرق أكثر من ثانيتين، إلا أن الحقيقة هي أن الأمر لا زال تحت البحث والتقييم.

    يقول مالكوم غلادويل في كتابة (الرمشة: قوة التفكير دون تفكير) أن القرارات قد تتخذ بسرعة أكبر، ويعمل الفكر بوقت قياسي لا يتعدى بالتأكيد الدقيقتين، لقد كان للنتيجة التي وصل إليها أثر جدي على التنظيمات والشركات.

    حسب البحث الذي أجراه غلادويل فنحن نفكر دون تفكير، نحن نخطف النظرة ونعالج شخصية من أمامنا بسرعة قياسية، أو واجهنا موقف جديد، يقول غلادويل: “تكون المحاكمات الخاطفة سريعة جداً، فهي تعتمد على أقل القليل من الخبرة.. بل إنها تأتي لا شعورية.. نحن نختطف الانطباع اختطافاً لأنه يتوجب علينا ذلك، لأننا نجد أنفسنا في وضع يحتم علينا الاعتماد على هذه القدرة، خاصةً عندما يكون هناك الكثير من القبضات المخبأة الجاهزة للانطلاق، والكثير من المواقف والأوضاع المشحونة بالترقب الحذر لتفاصيل كل نظرة خاطفة، حتى تلك الخطفات التي تستغرق ثانية أو ثانيتين”.

    في كل مره يتوجب علينا أن نستشعر أوضاعاً معقدة، أو نتعامل مع الكثير من المعلومات بسرعة، تندلع دون شعور منا نحو معتقداتنا، ومواقفنا، وقسمنا وتجاربنا، وثقافتنا، ثم نخطف نظرة إلى الوضع لنفهمه أو نستوعبه بسرعة، ينطوي هذا المفهوم على معنى مدهش تعمل عليه انفعالاتنا الشخصية في معظم الحالات والمواقف.

    يبدو لي أن القدرة على التفكير دون تفكير لاتخاد قرارات سريعة وخاطفة حول الأوضاع والأشخاص بطرفة عين لها تأثير كبير على الطريقة التي نقابل فيها المرشحين للوظائف وتوظيفهم، من جهة أخرى تسبب النظرة الخاطفة شيئا من الإرباك حول الطريقة التي نرى فيها أنفسنا وقدرتنا على التعامل مع الأشخاص الذين يختلفون عنا، كما أنها تؤثر على الطريقة التي نطور فيها علاقات الصداقة مع زملائنا في العمل من جهة، وعلى بناء علاقات العمل وشبکة العملاء من جهة أخرى.

    إنها تؤثر على علاقتنا مع من نعتقد أنهم يخالفوننا أو يعارضوننا.

    كيف نسيطر على النظرة الخاطفة؟

    إلا أن غلادويل يمنحنا بصيصاً من نور، هو يعتقد أن قلقنا من أحكامنا التي نطلقها على الأفراد وعلى المواقف من خلال النظرة السريعة التي غالباً ما تكون واعية، يمكن أن تعطينا فرصة للتحكم بالاستجابة للنظرة السريعة وكيفية التعامل معها، على سبيل المثال: الاختبارات التي تجرى للموسيقيين المتقدمين للعمل في الأوركسترا تجري من وراء حجاب، بحيث لا يكون هناك أي تأثيرات أخرى يمكن أن تصدر عن لغة الجسد، أو العرق، أو الجنس، أو… كل ذلك يلغى بحيث يتمكن المختبر من التركيز على السماع فقط لانتقاء أفضل موسيقي.

    في الوقت نفسه، قد تنقذ هذه المقدرة التي نمتلكها كبشر في إجراء محاكمات سريعة من النظرة الخاطفة صديقاً من خطر محدق، كما أن لها تأثيراً لا يستهان به على بناء العلاقات الشخصية، أو هدمها.. هي تجعلنا نميز المزيف من الصادق، تمكننا من تقييم المواقف و انتهاج سلوكيات معينة على وجه السرعة، بل إننا نستطيع في بعض الأحيان أن نتنبأ بمستقبل علاقتنا بشخص معين أو بمجموعة معينة، حتى لو كانت هذه المحاكمة الخاطفة خاطئة، ولكنها ستثبت لك فيما بعد أنها كانت ذات فائدة.

    خطر المحاكمة السريعة في التعامل مع الموظفين

    تطبيق قوة التفكير دون تفكير..

    علينا أن ننتبه إلى هذا الأسلوب في التواصل – والذي عن غير إرادة منا – نتعامل به مع الأفراد والمواقف في كثير من الأحيان مما يؤثر على مواقفنا ومشاعرنا تجاههم، و هذا بالتالي ينعكس على قراراتنا، فالمتقدمين إلى العمل على سبيل المثال يجب أن تتم معاملتهم بشكل متكافىء ومتساو بغض النظر عن الشكل، اللون، العرق، الجنسية، الحجم، اللباس، والدين… إلا أن هذا لا يطبق على أرض الواقع.

    عندما نريد اتخاذ أي قرار معتمدين على النظرة الأولى علينا أن ندرك أننا بهذا القرار نكون قد اعتمدنا على عملية لا إرادية وغير مدروسة!

    خذ وقتك في جمع المعلومات والبيانات الضرورية قبل أن تمضي مع ردة الفعل الأولية الضيقة، فإمكانية كونك محقاً في محاكمتك الأولية تتساوى مع إمكانية كونك مخطئاً.

    في بعض الأحيان أنت معرض مع هذا النوع من المحاكمات اللاإرادية، والتي يعلو فيها صوت الداخل دون قصد منك ربما، إلى اتخاذ قرارات متحيزة، والتي تؤدي إلى الوقوع في مطب اختيار موظف غير كفء، ومنح الثقة أو سحبها من هذا الموظف أو ذاك، ومحاكمة القصص والمواقف المروية بشكل خاطئ، نحن دائماً نواجه تحديات العمل مع أفراد يختلفون عنا.

    هل يمكننا أن نثق بالنظرة الأولى؟

    ومع خطورة هذا النوع من المحاكمة، يخبرنا غلادويل أنه في بعض الأحيان يكون انطباع النظرة الأولى صحيحاً، بل من الضروري الاعتماد عليه واتخاد قرارات بناء عليه، ويسوق غلادويل مثالاً عن قصة متحف جيتي الذي اشتری تحفة إغريقية ليكتشف أنها لم تكن سوى تحفة مزورة، كان العديد من الخبراء قد فحصوا التحفة وأجروا اختبارات على مادتها ليجمعوا في النهاية على وثوقيتها ويؤكدون أنها تمثال موثوق، إلا أن آخرين مهتمون بالفن، ويعملون بالآثار ربما كان لديهم تحفظات على هذه التحفة، فقد أدلى أحدهم بتصريح يفيد بأنه يشك بأن هذه التحفة لا تبدو قديمة، بل إنها تحمل علامات تشير إلى أنها صنعت حديثاً، بينما أظهر آخر شكوكه بشكل غير مباشر عندما وجه سؤاله للقائمين على المتحف قائلاً: أنتم لم تشتروه بعد أليس كذلك؟

    يشجعنا غلادويل على صقل قدرتنا على المحاكمة السريعة، وذلك من خلال التأني قبل إطلاق حكمنا على الأفراد الذين لا يشبهوننا ولا يحملون أفكارنا.

    إذا كانت المحاكمة السريعة جيدة في بعض الأمور، مثل الأعمال الفنية أو حالات معينة كاحتراق مبنى، أو مواجهة متهم خارج القانون، أو تقييمات فورية لحالات الأمان في العمل، فإن الاهتمام العميق في هذا المجال يساعدك لتصبح محترفاً في هذا النوع من المحاكمات، كما تساعدك سنوات من الخبرة و الدراسة.

    مجلة عالم الإبداع

    العدد 32

زر الذهاب إلى الأعلى