الدكتور طارق السويدان

  • أهم المهارات التي يبحث عنها المدراء عند التوظيف | د. طارق السويدان

    د. طارق السويدان

    تحدث الدكتور طارق السويدان في دورته الالكترونية المسجلة (كيف تختار تخصصك وتخطط لوظيفتك) عن أهم المهارات التي يبحث عنها المدراء عند توظيف أي شخص لديهم، نذكر لك القائمة مع شرح مختصر لكل مهارة (احرص عليها وحاول اكتسابها أثناء الدراسة):

    • المسؤولية:

    الحرص على الالتزام بالواجبات والمواعيد وتحمل نتائج عملك وعدم البحث عن أعذار أو تحميل أخطائك لشخص آخر.

    • المبادرة:

    البحث عن المشاكل والحلول لها والبحث عن فرص وتقديم الاقتراحات بشأنها والتطوع للمشاركة في الأعمال.

    • المرونة:

    تقبل التغيير والتفكير الابداعي، وعدم الجمود على القرارات.

    • فريق العمل:

    التعاون والتخطيط المشترك، توزيع الأدوار، وتحقيق الأهداف المشتركة.

    • العلاقات:

    التعامل الشخصي الراقي، حسن الاستماع، فن السؤال، اختيار وبناء العلاقات، فن الحوار وفن إدارة الخلاف.

    • الاستقلالية:

    التعلم الذاتي، القدرة على الحسم، المصداقية، العمل بدون إشراف.

    كيف تكسب هذه المهارات؟

    في الغالب لن تكتسبها من المواد الدراسية، ولكن يمكن اكتسابها من خلال:

    (1) المشاركة في الانتخابات والمنظمات الطلابية.

    (2) المشاركة في الأنشطة المجتمعية.

    (3) المشاركة في الأنشطة الحقوقية.

    (4) الانضمام للأندية بأشكالها المختلفة.

    (5) تولي المناصب القيادية.

    يمكنك استكشاف المزيد حول الموضوع من خلال الاشتراك في الدورة الالكترونية المسجلة (كيف تختار تخصصك وتخطط لوظيفتك) للدكتور طارق السويدان، من خلال رابط الدورة في موقع أكاديمية الإبداع الخليجي للتدريب الالكتروني:

    https://www.egulfinnovation.com/course.php?id=209

  • انفوجرافيك | خطة التواصل التقني

    لكي تؤثر في الناس وجمهورك تأثيراً حقيقياً لابد أن تبني هوية شخصية واضحة ومميزة..

    ولكي تبني هويتك الشخصية يلزمك خطة فعالة للتواصل التقني..

    لذا نقدم لك انفوجرافيك (خطة التواصل التقني)، وهو جزء من الدورة الالكترونية المسجلة:

    كيف تبني هويتك؟ | للدكتور طارق السويدان

    لمزيد من التفاصيل حول بناء الهوية الشخصية:

    https://www.egulfinnovation.com/course.php?id=106

  • الحياة إرادة | د. طارق السويدان

    نقدم لكم تلخيصاً لمحاضرة قيمة ألقاها الدكتور طارق السويدان بعنوان (الحياة إرادة)، وتم نشرها على اليوتيوب..

    مقدمات:

    • لا يستطيع أي أحد أن يتحكم في إرادة الإنسان، لا شيخ ولا حاكم ولا والد ولا صديق، فقط الإرادة بيد الإنسان..
    • لدينا مبدأ شرعي يقول: إذا ارتفع التكليف ارتفع الحساب.. إذا فقد الإنسان الإرادة لا يحاسب.

    من الذي يشكل إرادة الإنسان؟

    يولد الإنسان وعنده الاستعداد للفجور وللتقوى، قال الله تعالى: “ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها”.

    وجعل الله الاستعداد متساوي داخل النفس للفجور وللتقوى.

    ولكن الذي يزكي نفسه أو يدسيها هو الإنسان، قال الله تعالى: “قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”، وقال سبحانه: “والذين اهتدوا زادهم هدى” وقال: “فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم” .. وفي هذا دلالة على وجود الإرادة الإنسانية والعدل الإلهي.

    أولا: تعامل الإنسان مع نفسه:

    • الإنسان مسؤول عما يفعل: هناك مشاعر وهناك تصرفات، الإنسان لا يحاسب على مشاعره، يحاسب فقط على تصرفاته.
    • حياتي هي مجموع قراراتي، وأستطيع أن أتحكم فيها.
    • إدارة الذات هي أصل إدارة أي شيء آخر.

    ثانياً: الحياة إرادة في العلاقات:

    • العلاقات مستويات: علاقتك مع الوالدين ثم الأسرة القريبة ثم الأسرة الممتدة ثم الجيران ثم الأصحاب، فلابد من المحافظة على هذا الترتيب.
    • أنا مسؤول عن علاقاتي، ممكن أن أبنيها أو أهدمها.
    • لا تعاقب على الخطأ، وإنما عاقب على تكرار نفس الخطأ بعد المراجعة والتعليم.
    • مبدأ رئيسي وبسيط في بناء العلاقات: اسمع..
    • في علم القيادة: من أهم مواصفات القائد الرائع أنه يسمع، في دراسة على 18 ألف مدير ناجح، وجدوا أن حسن الاستماع هي الصفة رقم واحد التي جعلتهم قادة ناجحين.

    ثالثاً: إرادة العطاء والإنجاز:

    • الإنسان هو الذي يقرر هل يكون يومه مليئاً بالعطاء والإنجاز أم يخلو من أي عطاء وإنجاز.
    • أجمع الفلاسفة والعقلاء على أن أعلى درجات السعادة تأتي من العطاء وليس من الأخذ.

    رابعاً: العلاقة بالله:

    • أختم بها لأنها الأهم.
    • الدنيا مهما طالت فهي لا تساوي شيء أمام الآخرة ودار الخلود.
    • الإخلاص قرار.
    • الأمة بدأت النهضة، والناس قسمان: قسم يشارك في نهضة وعزة الأمة، وهناك قسم يتفرج عليهم، وأنا على يقين أن من لا يصلي الفجر في وقته لن يساهم بجد في نهضة الأمة.
  • منهجية بناء الشخصية الإسلامية

    منهجية بناء الشخصية الإسلامية

    د. طارق السويدان

    لبناء الشخصية الإسلامية منهجية واضحة تشمل عناصر كثيرة، سأعطيكم أهمها:

    (1) تقوية الصلة بالله تعالى والحرص على رضاه والتعلق بالآخرة والتفكر والتأمل والمناجاة.

    (2) الحرص على أداء الفروض والابتعاد عن الكبائر والمحرمات والاستزادة من الطاعات والفضائل واجتناب الشبهات والمكروهات.

    (3) الاقتداء بالمصطفى “صلى الله عليه وسلم” في أخلاقه وسلوكه وحياته.

    (4) التوازن بين الاهتمام بالروح والعقل والعاطفة والجسد.

    (5) حسن الخلق وفن التعامل مع الناس حتى المخالفين.

    (6) الوسطية والاعتدال والحكمة والعلم.

    (7) الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الضوابط الشرعية.

    (8) المساهمة في خلافة الله تعالى وعمارة الأرض وتنميتها وفق منهج الإسلام الحنيف، وبناء الحضارة القويمة.

    (9) فهم الحياة والصراع بين الحق والباطل والعمل الجاد لنصرة الحق.

    (10) إصلاح النفس وتربية الأسرة الصالحة.

    للمزيد يمكنك الاشتراك في دورة (كيف تبني هويتك؟) للدكتور طارق السويدان على رابط أكاديمية الإبداع الخليجي:

    https://www.egulfinnovation.com/course.php?id=106

  • انفوجرافيك | مفاتيح تنمية الولاء | د. طارق السويدان

    الولاء هو شعور قوي بالانتماء لمنظمة أو مجموعة.

    ويسعى كل مدير أو قائد لغرس وتنمية هذا الولاء في نفوس موظفيه أو أتباعه، لما له من أثر إيجابي وكبير على تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية وتقليل معدل ترك العمل.

    يعطيك د. طارق السويدان في هذا الانفوجرافيك خمسة مفاتيح رئيسية لتنمية الولاء.

    يمكنك تحميل الانفوجرافيك بالضغط عليه أدناه:

  • ” النسخة الأخيرة “

    د. طارق السويدان

    أكمل القراءة »

  • الحوار مع مقاومة التغيير… من آيات القرآن الكريم

    علم ( التغيير ) علم عميق كَتَبْتُ فيه سابقاً ولي كتاب قادم فيه بإذن الله تعالى وداخل علم التغيير هناك علم عميق اسمه علم ( المقاومة Resistance ) حيث يقوم رافضو التغيير بمقاومته باستعمال طرق معروفة علمياً.
    وداخل علم المقاومة علم آخر يعلمنا كيف نواجه هذه المقاومة، ويسمى علم ( مقاومة المقاومة ) ‏Resisting the Resistance
    والذي كتب فيه أخي الحبيب العالِم الجليل د. علي الحمادي كتاباً بهذا العنوان ( حفظه الله ورعاه ).
    وقد ألَّفتُ كتاباً على شكل مقياس علمي اداري بهذا الاسم أيضا ( مقاومة المقاومة ) وسيتوفر قريباً بإذن الله تعالى في موقع شركتنا الابداع الخليجي، وشرَحتُ في المقياس ٢٠ طريقة تمارسها المقاومة لمقاومة التغيير، حتى لو كان التغيير لصالح الجميع. (والغريب أن المقاومة بكل أشكالها لا تستعمل غير هذه الطرق العشرين في كل العالم !!!)
    وفي إجابة المقياس تجدون٦٠ قانوناً لمقاومة المقاومة والتغلب عليها، وسأنشره قريباً بإذن الله تعالى.
    وعِلم التغيير وعِلم المقاومة وعِلم مقاومة المقاومة علوم نادرة ومهمة، وأحببت أن أعطيكم رشفةً منها باستعمال ما ورد في القرآن الكريم، في الحوار الذي جرى بين موسى وهارون عليهما السلام من جهة ومن جهة أخرى فرعون وحوْلَه الملأ، (واخترت أن أبدأ القصة فيما ورد في سورة الشعراء المباركة إبتداءً من الآية ١٦ )
    ( وإذا قيل ” الملأ ” فيقصد بهم الأعيان والوزراء والبطانة الذين يؤيدون الطاغية على كل كلمة يقولها حتى لو كانت باطلاً أو سَخَفاً، فيظن فرعون أنه على الحق دوماً !!!).
    وسأضع تعليقاتي المبنية على علم التغيير بعد الآيات جزءاً جزءاً :

    أولاً : طرح المشروع التغييري

    لنبدأ الحوار من بداية محاولة موسى وهارون عليهما السلام ( تغيير ) النمط السائد من الأفكار في مصر،
    وعلى رأس الأفكار الجديدة فكرة أنَّ (هناك إله هو الرب الذي يرعى كل شيء ويرزقه وهو الذي يتولى العالمِين)،
    وفي هذا نسف  للفكرة السائدة في مصر وهي أن الرب هو فرعون الذي كان يقول لهم أنا ربكم الأعلى، والذي كان يحكم ويُشرِّعْ وحده كما يشاء، والكل يسمع ويطيع ويُسبِّح بحمد فرعون!!
    فلنبدأ مع بداية إطلاق مشروع التغيير بأمرٍ من الله ﷻ الى موسى وهارون عليهما السلام ليقودا التغيير:
    ” فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ “
    الفكرة الرئيسية والرؤية المحددة للمشروع التغييري يجب أن تكون واضحة وغير معقدة وسهلة الفهم للجميع، والفكرة هنا هي :
    هناك إله واحد عظيم، ونحن اثنان من البشر، أرْسَلَنا هذا الإله العظيم برسالة واضحة واحدة، فنحن اثنان ( فأتيا – مثنى )
    ونحن رسول واحد ( إنَّا رسول – مفرد ) لأننا لا نحمل رسالتين بل رسالة واحدة فيها فكرة تغييرية رئيسية واضحة وسهلة الفهم، هذه الرسالة موجَّهة للجميع بما فيهم أنت يا فرعون والملأ من حوْلِك :
    أن آمنوا بهذا الإله الذي هو رب العالمين، فله وحده العبادة والطاعة والتسليم الكامل وليس لأحدٍ سواه.
    ودور الرسولين هو قيادة تغيير ” الواقع ” الذي هو عبادة فرعون وطاعته في كل شيء، والانتقال الى” الهدف المنشود ” وهو عبادة الإله الواحد فقط ( العبادة بمفهومها الشامل للشعائر والتشريع )، وهذه الفكرة على بساطة فهمها إلا أنها فكرة فيها تغيير شامل لكل شيء.
    وهذه أعظم مواصفات فكرة التغيير : ( أنها جذرية وسهلة الفهم  ) كانت تلك الفكرة الرئيسية في الرسالة الموجهة الى فرعون وهي أن يسلم هو ومن معه لرب العالمِين.
    واحتوت الرسالة ( رغم اختصارها الشديد ) على جزء ثاني مهم جداً في عملية التغيير وهو :
    ( ما هي الخطوة الرئيسية العملية القادمة ؟ )
    والجواب : ” أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ “
    الخطوة العملية الواضحة القابلة للقياس والتي يمكن تحقيقها على المدى القريب وهي :
    ( إذا رفضت الإيمان برب العالمِين والاستسلام له، إذاً اترك بني اسرائيل يغادرون مصر محررين بعد عبودية عدة قرون )
    لنجاح التغيير ثلاث مقومات رئيسية لابد من وجودها جميعها بدرجة عالية ( والضعف في أي واحدة منها سَيُفَشِّل عملية التغيير ) :
    ١- ألمٌ شُديد من الواقع
    ٢- وفكرة واضحة تُحقِّق الأمل المنشود
    ٣- وخطوات عملية قابلة للقياس والتحقيق على المدى القريب
    وكلها توفرت في مشروع التغيير الذي طرحه موسى وهارون عليهما السلام.

    ثانياً : المقاومة

    والآن لننظر كيف يواجه فرعون الطاغية المقاوم للتغيير هذه الفكرة الثورية الخطيرة التي ستقلب موازين كل شيء في مصر بل قد تزيل ملكه ومُلْك أجداده :
    ” قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ “
    
ماهذا الرد الغريب على ما طرحه موسى عليه السلام ؟!! فرعون لم يردَّ أبداً على الرسالة ( هناك رب للعالمين وليس أنت
    وإن رفضت فأرسل معنا بني اسرائيل ) ولم يسأل عنها ويناقشها كما هو متوقع أن بقول ( وما رب العالمين ؟ )
    بل انتقل فرعون إلى موضوع مختلف تماماً ( أولم نربك فينا وليداً …) لماذا ؟ فلننظر :
    ( إن فرعون هنا يستعمل الطرق الأولى التي دائماً ما تبدأ بها المقاومة للتغير ومن بينها :
    ١- لا تناقش فكرة التغيير، بل هاجم قادة التغيير شخصياً. ( دعك من الحديث عن من هو رب العالمين، فلنناقش من هو موسى !!!)
    ٢- حاول الطعن بمصداقية قادة التغيير ( رغم فضلنا عليك منذ صغرك، ورعايتنا لك لسنين طويلة، تنكر النعمة وتكفر بها،
    فكيف لناكر النعمة والجميل أن يكون قائداً ؟! )
    ٣- ابحث عن أية ثغرة في التاريخ الشخصي لقادة التغيير، وفِي الغالب ستجد لأنهم بشر :
    ( وفعلت فعلتك التي فعلت):  أي هل نسيت جريمة القتل التي ارتكبتها ؟! فكيف يصلح مجرم فار من العدالة أن يكون قائداً ؟!
    والهدف من طرح فرعون لهذه الأمور هو صرف الأنظار من نقاش ” فكرة ” التغيير إلى أن يتحول النقاش حول ” أشخاص ” قادة التغيير !! )
    إذاً قام قادة التغيير ( موسى وهارون عليهما السلام ) بطرح فكرة تغيير الواقع المرفوض إلى الرؤية المنشودة.
    واستعملت المقاومة ( فرعون ) الطرق الأولى من التي في جعبتها ( من بين ٢٠ طريقة للمقاومة والتي لا يوجد غيرها ).

    ثالثاً : مقاومة المقاومة

    والآن يأتي دور ( مقاومة المقاومة ) بممارسة ذكية جداً من موسى عليه السلام، فلننظر :
    ” قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ
    أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ “
    ( لقد سحب البساط تماماً من تحت فرعون  قائلاً :هل تريد أن تثبت أن تاريخي ليس أبيضاً تماماً ، نعم هو كذلك فأنا بشر أخطئ أحياناً ولست كاملاً !!
    وهو هنا يستعمل القانون : ( لا تدخل في جدل حول نفسك كقائدٍ للتغيير وإنما ركِّز على مشروعك وليس نفسك )
    
لنعد لما قاله موسى عليه السلام: هل تريد يا فرعون أن تثبت أن علي مشاكل لمخالفتي للقانون؟ نعم هذا صحيح،
    فأنا فارٌ ليس من العدالة، وإنما فررت لخوفي من ظلمكم ( ففرت منكم لما خفتكم ) ولست فاراً من عدلكم، لأنكم لا عدل عندكم.
    فهل تود يا فرعون أن نناقش نظامكم القضائي الفاسد والظالم (  يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ )
    دون محاكمة ولا دفاع عن النفس! وهو هنا يقلب الطاولة من النقاش حول أشخاص قادة التغيير إلى توجيه الأنظار نحو الواقع الأليم الذي يجب تغييره، ( ولنتذكر أن العنصر الأول لنجاح عملية التغيير هو رفع درجة الألم من الواقع المرير )
    وهل تريد كذلك يا فرعون أن تثبت أني ناكر للجميل لتطعن في مصداقيتي ؟
    نعم أنا ناكرٌ لما تعتبره أنت نعمة، وحقيقته أنه نقمة، حيث رعيتني وحدي بينما استعبدت كل قومي بني اسرائيل، وقتلت الأطفال الأبرياء، وأنا نجوت بمعجزة وليس بفضلك، فهل هذه نعمة تمنها علي حيث استعبدت كل بني اسرائيل.
    ومرة أخرى مزيد من إشعال الألم، حيث كلما زاد استشعار الألم زادت فرصة نجاح التغيير !
    ولسان حال موسى عليه السلام أنه يقول: أنا هنا ليس لمصالحي الشخصية، وإنما لمصلحة الجمهور المستهدف بني اسرائيل! فهنا يقوم موسى عليه السلام بإثبات مصداقيته ( مصالحي ليست هي الهدف وإنما الهدف هو تحرير بني اسرائيل)
    قال ذلك بشكل مبطن وبدون أن يفتح النقاش الشخصي حول نفسه كقائد للتغيير.
    وأحد القوانين الرئيسية لمقاومة المقاومة : (دافع عن نفسك بقوة مرة واحدة فقط، وهذا أفضل من السكوت،
    وبشرط ألا تنجر للحوار حول قادة التغيير وإلا سيتم نسيان فكرة التغيير)
    فأي ذكاء هذا في مقاومة المقاومة !
    ولا يكتفي موسى عليه السلام برفض مناقشة قادة التغيير شخصياً في كلماته القليلة الواضحة، وإنما يعيد الأمر لنقاش المشروع التغييري نفسه، فلننظر :
    ( ” فوهب لي ربي ” ” الفكرة الرئيسية :لي رب غيرك يا فرعون ” ” حكماً ” أي مسؤولية قيادة التغيير
    ” وجعلني من المرسلين ” وأنا كذلك المنظِّر الرئيس الذي يتولى الطرح الفكري لمشروع التغيير، حيث في كثير من الأحيان يكون القائد الميداني شخصاً والمنظِّر الفكري شخصاً آخر، وهذا مقبول.
    بينما في هذا المشروع اجتمع القائد العملي والمنظِّر الفكري في موسى عليه السلام، وهذا نادر في الدعوات والحركات ومشاريع التغيير.
    فمرة أخرى يؤكد قائد التغيير على فكرة المشروع ، حيث كلما ازدادت وضوحاً كلما زادت فرصة نجاح التغيير !

    رابعاً : المقاومة تناقش الفكرة

    ” قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ “
    لقد رضخ فرعون وانتقل مضطراً من نقاش الأشخاص إلى نقاش الفكرة ( وما رب العالمين ) والتي كان من المفترض أن يسأل عنها في البداية لكنه حاول المناورة بذكاء.
    ( إذاً إذا أصر قادة التغيير على نقاش فكرتهم، وعدم التحول لنقاش أشخاصهم، فعندها ستضطر المقاومة إلى نقاش الفكرة نفسها لعلهم يجدون فيها ثغرات يسقطونها من خلالها ! )

    خامساً : الشرح التفصيلي للمشروع

    استغل موسى عليه السلام اضطرار فرعون لنقاش الفكرة فأخذ يشرحها بالتفصيل : ” قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينْ ” بهذه الكلمات القليلة يبدأ قادة المشروع بشرحه بتفصيل : الإله الذي أرسلنا ” رب العالمين ” هو الذي ” خلق السموات والأرض “.
    بهذه الكلمات البسيطة طعن موسى عليه السلام المقاومة في نقطة مصرع، ففرعون رغم أنه كان يدعي أنه وحده الذي له حق الالوهية بأن يُعبد ويحكم ويُشرع ويُطاع، لم يجرؤ قط أن يقول أنه خالق السموات والأرض.
    ( بل إنه أمر فيما بعد  وزيره هامان أن يصنع له المسلات العملاقة لعله يرقى عليها ليطلع على إله موسى وفرعون يفعل ذلك وهو شاك غير متأكد قائلاً : وإني لأظنه من الكاذبين، مما يضعف موقفه أكثر )
    ولذلك فوجئ فرعون تماماً ولم يعرف ما يقول رداً على هذا الخنجر : ( أنت يا من تدعي الألوهية الكبرى، هل خلقت السموات والأرض؟ )
    فبدأ فرعون اللعين يستعين بالملأ : ” قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ “
    هو لا يسأل هنا : (هل أنتم تستمعون ؟ فبالطبع هم يستمعون مثله ) بل هو يبحث عمن يساعده على المقاومة للخنجر الذي أصابه حيث ليس لديه جواباً، ولم يجد ثغرة ينفذ منها للرد على فكرة المشروع الواضحة التي لا يمكن إلا قبولها !
    لكن الملأ أيضاً أسقط في أيديهم هم أيضاً فليس لديهم جواباً يسعفون به فرعون! فاستغل موسى عليه السلام عدم قدرتهم على الرد فأخذ يطرح تفاصيل المشروع :” قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ “طعنة أخرى في الصميم فلنتأمل ماذا يقول لهم :
    إذا كان فرعون هو ربكم الأعلى، فهل كان هو أيضاً رب آبائكم وأجدادكم قبل ذلك ؟
    كيف وهو لم يكن موجوداً على عهدهم ولم يولد بعد ؟!!!
    جن جنون فرعون ولم يحر جواباً مرة أخرى، فلم يجد إلا محاولة التشويش بأي شيء ليشغل الناس عن التفكير في المشروع التغييري ( والتشويش خارج الفكرة من طرق المقاومة العشرين ):
    ” قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ” لكن موسى عليه السلام يركز على مشروعه ولا يلتفت لهذا التشويش ولا يرد عليه ( وهكذا تكون الفاعلية في مقاومة المقاومة )
    فيستمر في شرح مشروعه بالتفصيل : ” قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ “
    طعنة ثالثة عصماء :رب المشرق والمغرب، نفس حجة ابراهيم عليه السلام التي بُهت بها الملك الكافر النمرود وهي :
    هل تستطيع يا فرعون أن تتحكم في الشروق والغروب مادمت تدعي أنك أعلى الآلهة ؟
    فإن كنت لا تستطيع ، فإذاً هناك من هو أعلى منك وهو الذي يتحكم بهما !
    وطعنة رابعة عصماء :” إن كُنتُم تعقلون “
    موسى الآن يوجه الحديث للجمهور المستهدف وهم أتباع فرعون قائلاً لهم :
    دعوكم مما تعودتم عليه وألفتموه، وحكموا عقولكم، هل هذا المشروع التغييري مقنع لعقولكم ؟
    أم ألوهية فرعون الذي لم يخلق السموات والأرض ولا يتحكم في الشروق والغروب وليس رباً لآبائكم وأجدادكم من قبل، فأين عقولكم ؟!! )

    سادساً : المقاومة تستعمل آخر سلاح

    ” قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ “
    ( طبعاً هناك طرق أخرى استعملها فرعون مما تستعمله المقاومة من طرقها العشرين، وهي موجودة في الآيات الأخرى التي تشرح قصة فرعون، ولولا أني أطلت عليكم لشرحتها لكم بالتفصيل.
    لكن المواجهة الأولى أفقدت فرعون صوابه فقفز نحو سلاحه الأخير، واستعمل الطريقة الأخيرة للمقاومة وهي :
    “إن لم تستطع إيقاف مشروع التغيير، فتخلص جسدياً من قادة التغيير شخصياً ” ” لأجعلنك من المسجونين “
    طبعاً هو يستطيع أن يفعل ذلك وزيادة
    ( وفعلاً قام لاحقاً بمجزرة ثانية في بني اسرائيل، بل قرر أن يقتل موسى عليه السلام خوفاً من انتشار الفكرة الجديدة
    ” وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ “
    فشاور الملأ بفكرة قتل موسى، لكنهم خافوا من ثورة شاملة للجماهير إذا تم قتل قائدهم، وهذا الذي منعهم من قتله)
    ولأن موسى عليه السلام كان في منتهى الذكاء في مقاومة المقاومة تجنب المواجهة الجسدية حيث لا يملك ما يرد به على بطش فرعون، ولذلك لم يرد على التهديد ولجأ للتهدئة، وهرب للأمام بدل أن يتراجع فانتقل إلى أسلوب آخر مختلف تماماً عن اُسلوب النقاش العقائدي وهو النقاش العلمي :
    ” قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ” أي إذا لم تستسلم للفكر فدعنا نستعمل أسلوباً آخر ….
    وتستمر القصة والمقاومة ومقاومة المقاومة في تطبيق لعلم التغيير لنفهم من خلاله الآيات بصورة أعمق من القراءة السطحية، ولعلنا نستكملها في حديث آخر بإذن الله تعالى.
  • لماذا لا تنتج؟!

    كلنا يملك ٢٤ ساعة في اليوم، فلماذا نرى إنتاجية بعضِنا أعلى من الآخرين، وبفارق ‏كبير أحيانا؟!

    الإنتاجية هي معادلة فيها مجموعة من العناصر، وضعف أي عنصر منها كفيل بإضعاف كل الانتاجية، والعناصر هي:

    أولاً : القدرة

    فإذا لم يكن لديك القدرة على أمر ما فبالطبع لن تستطع أن تنجزه، فالذي ليس لديه القدرة على صنع جهاز تقني بسبب عدم العلم أو انعدام المهارة ، فبالطبع لن يصنعه.

    ودعونا نؤكد على القاعدة التالية:

    الإنتاجية ترتبط بالمهارات أكثر من ارتباطها بالمعلومات

    فلو كان هناك مثلاً عالم كبير لكنه لا يمتلك مهارات التأثير الجماهيري وهي:

    فن الالقاء والتدريب

    وفنون المقابلات التلفزيونية والإذاعية والصحفية

    وفن التأليف والنشر

    وفنون الكتابة الصحفية والإبداعية

    فبالتأكيد سيكون تأثيره محدوداً جداً

    قارنوا هذا العالم الكبير بآخر متوسط العلم لكنه يملك هذه المهارات، فبالتأكيد سيكون إنتاجه كبيراً .

    إذاً الإنتاجية ترتبط بالمهارات أكثر من ارتباطها بالمعلومات، فاحرصوا على اكتساب هذه المهارات.

    وهناك مهارات أخرى يحتاجها كل شخص ستساهم في مضاعفة الإنتاجية لديه، وإليكم بعض الاقتراحات:

    اللغة الانجليزية: حيث هي اليوم لغة العلم والحياة والسياحة، كما كانت العربية في الماضي وستعود في المستقبل بإذن الله تعالى.

    وكذلك مهارات: التخطيط، واتخاذ القرارات، وفن السؤال، وفن الاستماع، وإدارة فريق العمل، والتفويض، والمهارات الخاصة بحسب كل مجال طبعاً.

    ثانياً : التركيز

    عندما يكون الإنسان مشتتاً ذهنياً فلن يستطيع أن يكون منتجا، ‏فالإنتاجية تحتاج إلى تركيز ذهني صافٍ يجعل التفكير واضحاً والتعبير سليماً والقرار صائباً.

    ولذلك ثابتٌ اليوم أن فرصة معظم الأغنياء للإنتاجية أعلى من معظم الفقراء، بسبب انشغال الفقراء ذهنياً وبدنياً بطلب الرزق.

    وكذلك تم إثبات أن التركيز بإنجاز عمل ما قبل الانتقال إلى عمل آخر، أي: العمل بالتوالي، أكثر فاعلية من العمل بالتوازي Multitasking، أي: عمل عدة أمور في نفس الوقت بالتنقل بينها!

    ثالثاً: الوقت

    من البديهي أن الإنتاجية تحتاج لوقت، والإنتاجية الكبيرة تتطلب وقتاً كبيراً، وعليه فالمشغول بالتزامات اجتماعية كثيرة أقل إنتاجية من غيره، وهذه ظاهرة واضحة لدى النساء بشكل عام، ولدى الرجال كذلك في بعض الدول.

    الإنتاجية العالية تتطلب أن يخفف المرء من مشاغله الاجتماعية ما استطاع، وبالتأكيد لابدّ من إلغاء الانشغالات الهامشية مثل المبالغات بمتابعة الرياضة والمسلسلات، وقضاء أوقات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأمور التي لا ضرورة لها.

     

    رابعاً: الهدف

    الشاب الذي يقضي أوقاتاً طويلة في لعبة إلكترونية وبتركيز ذهني وبدني عالٍ، وبمهارة وقدرة عالية توفرت فيه الأمور الثلاثة أعلاه، ومع ذلك فلا إنتاجية لديه؛ لأنه لم يحقق هدفاً ذا قيمة في الحياة، فإذاً لا إنتاجية بدون هدف ذي قيمة.

    وكثير من الناس لديهم أنشطة كبيرة وإنشغالات عديدة، ومع ذلك يشعرون بشيء مفقود في حياتهم، وهذا صحيح، حيث تدور عجلة حياتهم بسرعة كبيرة وهم يراوحون في مكانهم!!

    المفقود لديهم ولدى كثير من الناس ليس الأهداف للأعمال والمشاريع، وإنما يفتقدون خطة لحياتهم فيها أهداف وجودهم، “كلٌ ميسرٌ لما خُلِقَ له”، وهم لا يعرفون هم قد يُسروا لأي أمر!

    لن يشعر الإنسان بالسعادة، ولن يتذوق طعم الإنتاجية الحقيقية إلا عندما يرى أعماله وأنشطته اليومية تسير باتجاه أهداف حياته طويلة المدى.

    وعندها سيتعلم أن يقول (لا) لبعض الطلبات ممن حوله لأن في داخله (نعم) أكبر منها، كما يقول ستيفن كوفي.

    إذا حقيقة الإنتاجية هي معادلة تشمل القدرة والتركيز والوقت بشرط الاتجاه نحو تحقيق هدف له قيمة.

    كانت هذه مقدمة صغيرة جداً جداً في موضوع كبير وهام جداً جداً، أتمنى أن يتدرب عليه كل إنسان وكل منظمة لتدخل أمتنا عندها في مضمار سباق التنافس العالمي بفاعلية وإنتاجية.

زر الذهاب إلى الأعلى