الإنتاجيةالدكتور طارق السويدان

” النسخة الأخيرة “

د. طارق السويدان

لو سألت أحدهم هذا السؤال:

ما الذي يحكم على أن هذا:

الكاتب رائع؟

أو العالم فذ؟

أو المخترع عظيم؟

فسيكون محور الإجابة حول: ” النتائج “

وطبعاً وراءها: الموهبة الفريدة، أو العقل الذكي، أو الجهد العالي، أو الصفات الخاصة.

أي أن الكاتب الفذ تميزت ” روايته أو كتابه ” بخصائص فذة يصعب على معظم الناس الوصول الى مستواها.

وهذا ينطبق كذلك على المخترع العظيم أو العالم النحرير.


ولو سألنا معظم الناس:

” كيف تقارن نتائجك الآن بنتائجهم التي وصلوا إليها ؟”

فسيضحك معظم الناس على السؤال، حيث المقارنة بعيدة جداً.

نعم قد يقول البعض أنه يستطيع الوصول لمستواهم، لكن السؤال يدور حول المقارنة الآن، وبالتالي فهي بعيدة جداً.


الآن فكروا معي:

ما نراه نحن هو: ” النسخة النهائية “

من كتاب العالم..

أو رواية الأديب..

أو قصيدة الشاعر..

أو جهاز المخترع..

بينما سبقها عشرات المحاولات الفاشلة أو القاصرة، وأحياناً المئات، وأخذت معهم عدة سنوات، وأحياناً عشرات.

لكنهم بإصرارهم استمروا في تعديلاتهم حتى أتقنوها.

فكل العلماء والأدباء والشعراء لديهم العشرات من محاولات:

القصائد الرديئة..

والتجارب الفاشلة..

والنسخ الضعيفة..

والروايات الهزيلة..

فزهير بن أبي سلمى يعدل القصيدة الواحدة في أكثر من عشر سنين.

وأينشتاين وأديسون لديهما مئات التجارب الفاشلة.

وكاتبة ” هاري بوتر ” امتلأت سلة مهملاتها بآلاف الأوراق السيئة.

وحتى المتنبي ثبت أنه كان يعدل قصائده لفترة طويلة ومرات عديدة قبل أن ” يطلع ” على الناس ليسمعوا منه:

” النسخة الأخيرة “


سؤالي لكم أيها الشباب:

لماذا تقارنون أنفسكم بالنسخة النهائية وليس النسخة الأولى؟

كما ينبغي المقارنة الصحيحة؟

ثم تستمروا في العشرات أو المئات من المحاولات حتى تصلوا إلى ” نسختكم الأخيرة “..

وعندها تصدق المقارنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. كلمات بسيطة ومعنى عظيم وإلهام أعظم ..
    نعم وكفى به حافزا ان نرى نسبة نجاحنا الآن إلى نجاحاتهم الأولى
    دمت ملهما لنا دكتور طارق … اللهم امين

  2. جزاك الله خيرا فعلا كلام في محله وتوعية غفل عنها عقلي

  3. اه والله هاي غايبه عن عقولنا ؛ ماشاء الله عليك انت ايدك الله بان تلهم امة الاسلام ؛

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى