كيف تساعد موظفك المحبط؟
جون ريه
كيف تميز الموظف المحبط؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل من الموظف فرداً محبطاً، إلا أن الأعراض تتفاوت بتفاوت الأسباب، فيما يلي بعض الإشارات التي تساعدك على تمييز الموظفين المحبطين، والذين ربما أصبحوا في وضع خطر ويحتاجون إلى مساعدتك:
- يشتكون من أن العمل لم يعد ممتعاً كما كان عليه.
- ينفعلون لأتفه الأمور، ومن السهل إغضابهم واستثارتهم.
- يشتكون من كثرة الأشغال الملقاة على عاتقهم.
- يتساءلون عن قيمة العمل الذي يقومون به.
- كسالى، وغالباً ما يربطون سلوكهم هذا بشعورهم بعدم جدوى وجودهم، فهم يرون أن جهودهم لا معنى لها!
اكتشف لماذا الموظف محبط؟
بعد أن حددت الموظفين المحبطين لديك، وقبل أن تعمل على مساعدتهم بشكل فعال، عليك أن تعرف الأسباب التي تقف وراء إحباطهم.
في بعض الأحيان يحجم الموظف عن إخبار مديره بسبب شعوره بالإحباط لسبب أو لآخر، لذلك عليك أن تكون أكثر إلحاحاً ومثابرةً لمعرفة السبب.
في أحيان أخرى يكون الموظف نفسه لا يعرف لماذا يشعر بالإحباط، وغالباً ما يلجا الموظفون لمداراة هذا الشعور.
فيما يلي خمس طرق يمكنك من خلالها معرفة السبب الكامن وراء ذلك الشعور المعطل:
1- اسألهم عن سبب شعورهم بالإحباط، حاول أن تختار وقتاً هادئاً، وليكن لقاءً خاصاً.
2 – عندما يبدون تعليقاً حول العمل استمع بكل جوارحك، وحاول أن تستمع إلى ما بين السطور، استمع إلى كل ما يقولونه، انتبه إلى لغتهم التعبيرية وليس إلى الكلمات فقط.
3- اسأل زملاءهم، قد يكون أعضاء الفريق أدرى بالأسباب التي أوصلت هؤلاء إلى حالة الإحباط.
4- اطلب تدخل قسم الموارد البشرية، فقد يكون الطرف الحيادي الثالث أقدر على الحصول على المعلومات من الموظف منك أنت، على اعتبارك ربما طرف مرهوب الجانب.
5 – في الحالات القاسية وجه الموظف للاستعانة بخطة “مساعدة الموظف” إذا كانت خطة “المميزات التي تقدمها الشركة” لديك تتضمن واحدة منها.
مساعدة الموظف المحبط:
ربما يكون الموظف محبطاً بسبب العمل المرهق، وربما بسبب شعوره بعدم الثقة، أو ربما تكون عوامل محبطة من خارج العمل مثل استنزاف قواه في المزيد من الأعمال خارج العمل لأن الراتب لا يكفيه، وقد يكون تحت ضغط الاحتراق…
من الممكن أن يرشدك السبب إلى الطريقة الأفضل لمساعدة هذا المسكين المحبط.
وقد تضيف إليك الإرشادات التالية المزيد من الفائدة:
- إذا كان موظفك يعاني من الاحتراق، وليس بمقدورك أن تخفف من عبء الأعمال عليه، حاول تنويعها، حاول أن تكون مسؤولياته متنوعة، أوكل إليه أعمالاً مختلفة بحيث تعطيه مدى أوسع لاستخدام مهاراته.
- إذا كان يفتقر إلى الثقة والشجاعة، أوكل إليه أعمالاً يستطيع القيام بها، ولتكن أعمالاً ثنائية المفعول: فيها نوع من التحدي من جهة، وتوافق إمكانياته من جهة أخرى إلى حد ما، أي أن ألا يكون مستوى صعوبتها مرتفعاً، دعه يربح ولو قليلاً.
- شجعه على الكلام معك، فهذا يعطيه دافعاً قوياً وحافزاً جيداً للعمل، كلامه معك بمثابة صمام أمان لمشاعر الإحباط التي قد تنتابه، كما تساعده على بناء الثقة بنفسه.
- لا تخش من توجيهه إلى “خطة مساعدة الموظف” Employee Assistance Plan (EAP ) إذا كان بحاجة إلى مساعدة مهنية، تذكر أن مهمتك هي الإبقاء عليه عنصراً منتجاً في الفريق، وليست معالجة مشاكل تتعلق بالصحة العقلية.
والوقاية خير من العلاج:
من الجيد أن تتمكن من اكتشاف حالات الإحباط في شركتك وبين أعضاء فريقك ومعالجتها، ولكن من الممتاز أن تتمكن من تفادي وجود حالات كهذه في شركتك.
فيما يلي بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لتقلل من احتمال وجود محبطين ضمن فريق العمل لديك:
- حافظ على مستوى مقنع من التحفيز، فإذا تمكنت من الحفاظ على مستوى جيد من التحفيز، سيكون بمقدورك منع تسرب شعور السأم والملل والإحباط إليهم.
- تواصل معهم بانفتاح، أطلعهم على ما يدور في الشركة ولماذا، وأخبرهم عن أهمية عملهم في هذا المشروع أو ذاك، ولماذا هو هام، وكيف يساهم في نجاح الشركة بشكل عام ونجاح القسم الذي يعملون فيه بشكل خاص.
- استمع إليهم، استمع لما يقوله الموظفون عن زملائهم، عن الشركة، وعن الإدارة، ولكن دعهم يعرفون أنك تسمع ذلك (لا تلجأ إلى أساليب غير أخلاقية)، وأنك ستلجأ إلى اتخاذ تدابير تتوافق مع ما تسمعه.
- تجول خارج مكتبك، لا تجعل من نفسك سجيناً في مكتب وكرسي، إن أفضل طريقة تمنع فيها تسلل شعور الإحباط إلى نفوس فريق العمل هي أن تكون بينهم، صحيح أنه لديك الكثير من الأعمال التي تستوجب بقاءك في المكتب، ولكن وجودك بين أفراد فريقك سيعطيك الكثير.. أكثر بكثير مما تبذله بهذا الصدد.. امنحهم من وقتك.
خلاصة:
يمكنك فعل الكثير لحماية موظفيك من الإحباط، ولكن قد يكون من الصعب تلافي الأمر برمته، كن يقظاً وانتبه لأعراض المشكلة، اتخذ الإجراءات المناسبة لمساعدة الموظف المحبط بأسرع ما يمكنك، فهذا يعني أن تضمن بيئة عمل صحية، فكما يعم التأثير السلبي لإحباط فرد على المجموعة، تعم فائدة شفاء ذلك الفرد من الإحباط على المجموعة أيضاً، لا بل على جو العمل بشكل عام.
مجلة عالم الإبداع
العدد 34