إدارة الأعمالالإنتاجيةالتطوير المهنيتدريبمجلة عالم الإبداع

أساليب بسيطة في تحقيق التدريب المجدي

البروفيسور مارك سكولارد

والبروفيسور جيفري سوجرمان

في محاولة لتقديم منظور المتدربين إلى التدريب:

ما هو المهم، ما هو المجدي، وما هو غير المجدي من أساليب وتقنيات التدريب؟

طرحنا على 4967 مشاركاً في دراستنا السؤال عن عناصر التدريب المستخدمة في تجاربهم التدريبية الأخيرة وكيف أثر غياب – أو حضور – تلك العناصر على فاعليتهم الوظيفية job effectiveness.

لم يكن سؤالنا عن دور تلك التقنيات في تحسين عملية التدريب، فقد كنا نريد أن نرى إذا كانت التقويمات الإيجابية تترجم إلى تحسن يلمسه المتدرب بنفسه فعلا في فاعليته الوظيفية.

وبناءً على تحليل إجابات المتدربين المشاركين في الدراسة نُذكر في السطور التالية بأهم المقومات الواجب حضورها في التدريب المثمر:

أولاُ: حل المشكلات

يخبرنا اختصاصيو علم النفس أن البشر يتذكرون الأشياء على نحو أفضل عندما يبذلون جهدا في تعلمها،

مثلا: وجدت إحدى الدراسات الكلاسيكية (عام 1979) أن المتدربين الذين حلوا ألعاباً لغوية صعبة في أثناء تعلمهم تذكروا معلومات أكثر بكثير من المتدربين الذين كانوا يطالبون بحل ألعاب لغوية أسهل.

عندما تواجهنا مهمة حل المشكلة problem solving، فإننا نندمج بالمادة المدروسة بعمق أكثر، ننظر إلى المعلومات من زوايا مختلفة، نفكر في الصورة الشاملة، وننشئ المزيد من الارتباطات بين العناصر الملاحظة.

ولكل هذا الجهد حصيلة قيمة، فبالفعل من بين كل ممارسات التدريب التي سنعرضها هنا، تُبرز ممارسة حل المشكلات التأثير الأكبر على فاعلية التدريب.

في دراستنا قال %86 من المشاركين الذين تضمن تدريبهم تحدي حل المشكلات بأن تدريبهم جعلهم أكثر فاعلية في وظائفهم، وفي الجانب الآخر 339 فقط من الذين لم يمارسوا حل المشكلات في تدريبهم قالوا بأن ذلك التدريب أفادهم في تحسين فاعليتهم الوظيفية.

وزيادة على تحسين الفاعلية الوظيفية، يبدو لحل المشكلات دور كبير استمتاع المتدربين بالتدريب.

ثانياً: الأمثلة المتعددة

الأداة الأخرى المهمة في تحسين فاعلية المتدربين الوظيفية هي استخدام الأمثلة المتعددة.

يستخدم معظم الناس الأمثلة عند تعليم موضوع جديد، فالأمثلة تساعد المتدربين على رؤية القضايا في سياق الحياة الواقعية وتساعد على جعل المفاهيم المجردة ملموسة، ولكن في كثير من الأحيان نستخدم مثالا واحدة وحسب لتبيين وجهة نظرنا.

بينت الدراسة أنه كلما كثرت الأمثلة التي يراها المتلقون ازداد حجم ما يتذكرونه من الموضوع، إحدى الدراسات وجدت أن المتعلمين الذين تلقوا ثلاثة أمثلة استرجعوا معلومات تزيد عن ضعفي المعلومات التي حفظها من تلقوا مثالا واحداً.

من منظور إدراكي فإن استخدام الأمثلة المتعددة يشجع تفكير التوسع والإغناء elaboration، فبالأمثلة المتعددة يتمكن المتدربون من توسيع الفكرة الجديدة وتعميقها وربطها بما يعرفون من قبل.

في دراستنا، قال %87 من المشاركين الذين احتوى تدريبهم على أمثلة متعددة بأن التدريب جعلهم أكثر فاعلية في أداء وظائفهم، وفي الجانب الآخر أفاد %55 من الذين لم يحتو تدريبهم على أمثلة عديدة بأن ذلك التدريب قد حسّن فاعليتهم الوظيفية.

ثالثاً: تضمين الممارسة practice:

الممارسة في التدريب هو مطلب بدهي، ولا بد من وجود أسباب عملية وجيهة لشيوع مقولات مثل “الممارس غلب الفارس”.

تتيح الممارسة للمتدربين فرصة الحصول على التغذية الراجعة بشأن تمكنهم من المهارات الجديدة، وعندما تواجههم المشكلات فإن المساندة اللازمة موجودة لوضع أيديهم على مواضع الخطأ في التطبيق.

وبالإضافة إلى ذلك تدفع الممارسة المتدربين إلى تمثل internalize المعلومات التي يتلقونها، إنها لا تتيح فرصة لترك المعلومات تدخل من أذن وتخرج من الأخرى، فحتى يتمكن المتدربون من التطبيق لابد لهم من تناول المعارف الجديدة في مستوى أعمق.

إن معرفتنا بأهمية الممارسة كمكون جوهري في التدريب جعلتنا نذهل عندما وجدنا أن الذين تضمن تدريبهم ممارسة لا يتجاوزون نصف المشاركين في دراستنا، لقد أشارت الدراسة إشارة واضحة إلى أهمية الممارسة: حيث 91% في المئة من المشاركين في الدراسة الذين احتوى تدريبهم على الكثير من الممارسة قالوا بأن التدريب جعلهم أكثر فاعلية في وظائفهم، بينما 55% من الذين لم يحتو تدريبهم على ممارسة معتبرة قالوا ذلك.

رابعاً: التخطيط التنفيذي

العنصر الجوهري الرابع الذي أبرزته دراستنا في التدريب هو التخطيط التنفيذي action planning.

90% من المشاركين الذين احتوى تدريبهم على تخطيط تنفيذي قالوا بأن التدريب جعلهم أكثر فاعلية في وظائفهم، بينما 60% من الذين لم يحتو تدريبهم على التخطيط التنفيذي قالوا ذلك.

إن وضع الخطة التنفيذية يجعل المتدربين يستكشفون كيفية استخدام مهاراتهم أو معارفهم الجديدة في حياتهم العملية، ومن خلال تخيل كيفية ارتباط المعلومات الجديدة بعملهم اليومي فإن المتدربين يدخلون في مستوى أعمق لمعالجة تلك المعلومات، يقوم الدماغ بالمكاملة بين الأفكار والمهارات الجديدة و بين المعارف المتوفرة من قبل، وهكذا يصبح للمعارف الجديدة مغزى أكبر ومعنى أوسع، وتزداد فرصة استخدامها بالفعل من قبل المتدربين في حياتهم اليومية.

الخلاصة: ماذا تعني لك الدراسة السابقة؟

إنها تعني أنك لست بحاجة إلى إرهاق نفسك في الكثير من المناورات والأساليب المعقدة حتى ترسم وتقدم تدريبا فعالا.

إن زيادة محتوى التدريب من تقنيات بسيطة مثل: حل المشكلات والممارسة والأمثلة العديدة والتخطيط التنفيذي، سوف تمكنك بالتأكيد من تزويد المتدربين بتدريب يلمسون تأثيره الكبير على زيادة فاعليتهم الوظيفية كما يلمسون تفاعلهم العميق واستمتاعهم به في مكان التدريب.

مجلة عالم الإبداع

العدد 46

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى