قوة الذكاء الكلامي
توني بوزان
هل يمكنني أن أبيع لك قارباً!!
في السويد، بدأ شاب خجول سيئ الحظ عمله كبائع للقوارب، حيث لم يحالفه الحظ في عمله ولو لمرة واحدة.
طلبت منه أن يشرح لي كيف يستخدم ذكاءه الكلامي في مواقف البيع، وبعدها مضى في شرحه لي، فقد أوضح لي أن هناك ثلاثة أنواع من القوارب يقوم ببيعها: القوارب الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الحجم (التي يصل طولها إلى أكثر من مائة متر).
وكان صوته رتيباً، ومتقلقلاً، وكان يتلعثم كثيراً، ويفتقد صوته الحيوية، وكان هادئاً جداً، وكان الأهم من ذلك (والأكثر إضحاكاً) أنه لم يكن يفتقد لغة الجسد فحسب، بل إنها كانت متناقضة مع كل ما يقولها، فعندما كان يقوم بوصف القوارب الصغيرة، كانت الإشارة الوحيدة التي يستخدمها هو أن يقوم برفع كلنا يديه عالياً ويشير إلى حجمه، تماماً مثلما يقوم أحد بالإشارة إلى حجم سمكة قام بصيدها، وكان الحجم الذي مثله مماثلاً لعرض جسده، وعندما كان يقوم بوصف الحجم المتوسط للقوارب، كان يقوم بتحريك كلتا يديه إلى أعلى وإلى أسفل سريعاً للحظة ثم يقوم بتقريبهما بعض الشيء من بعض! وعند وصفه للقوارب الكبيرة، كان يقوم مرة أخرى بتحريك كلتا يديه بحركة سريعة إلى أعلى وإلى أسفل، ويقربهما أكثر من بعضهما البعض، وعندما انتهى من وصف القوارب الكبيرة، كانت كلتا يديه مضمومتين تماماً مثلما يضم المرء يديه أثناء الدعاء!
لقد كان حاصل ذكائه الكلامي يقترب من الصفر..
فالذكاء الكلامي يرتفع بارتفاع درجة الانسجام والتناغم بين الجسد والصوت والكلمات، وتقل درجة الذكاء الكلامي عندما لا يكون هناك تناغم بين هذه العناصر الثلاثة.
ويرجع السبب غالباً وراء هذا الاختلال للكلمات التي تستخدمها في التفكير، فلهذه الكلمات والصور تأثير مباشر على جسدك وصوتك.
عليك إذن أن تفكر كيف تكون سعيداً وناجحاً وايجابياً في توجهك نحو أهداف جيدة، وبمثل هذه الأفكار سوف يتحسن اتزان جسدك وهيئته وبالتالي حضوره التام.
ولكن مع الأفكار الكئيبة والمحيطة والسلبية، سوف ينحني جسدك ويفقد حيويته وحضوره.
عندما تفكر بأسلوب جيد وإيجابي، تصبح الأدوات المسؤولة عن ذكائك الكلامي المنطوق أكثر حيوية، واستعداداً وقدرة على أن تعطي للكلمات نفسها وزناً.
وعندما يحدث ذلك يرتفع مستوى ذكائك الكلامي في الحال، ويصبح من يستمع إليك كذلك أكثر حيوية، ومن ثم يكون مردوده إيجابياً، وذلك بدوره يزيد من طاقتك، ويحسن من رزانتك واتزانك.
ومن أجل زيادة ذكائك الكلامي لا بد أن يحدث تكامل بين التفكير الإيجابي والصحة البدنية، ولغة الجسد، وصوتك المتعدد المواهب وكلماتك.
مجلة عالم الإبداع
العدد 34