رياض سامر

  • كيف يخدم التسويق الرقمي الشركات الناشئة لتحقيق أهدافها

    تعاني الشركات الناشئة من تحديات كبيرة تجابهها اليوم، كارتفاع تكاليفها ومصاريفها وانخفاض القدرة الشرائية لدى شرائح كبيرة من العملاء وتحديات القوانين المحلية التي تعقد المشهد وتضيق الخناق على الشركات، وعادة ما إن تنتهي السنة الأولى من إطلاق الشركة الناشئة حتى تغلق جل هذه الشركات أبوابها وتسرح موظفيها وتصفي أملاكها، وكأن شيئا لم يكن، فبحسب مجلة Forbes فإن 90% من الشركات الناشئة تفشل، أما Fortune فتقول: “إن أكبر أسباب فشل الشركات الناشئة هو في تقديم منتجات لا يرغب بها أحد”.

    وقد قيل: “إذا أردت أن تصرف وقتك لابتكار منتج، فاصرفه في ابتكار المنتج الصحيح للسوق الصحيحة”

    هذا رائع، لكن ماذا لو كان لدينا المنتج الصحيح والسوق الصحيحة، وكانت ميزانيتنا التسويقية ضعيفة! ماذا لو كانت السوق المستهدفة تشكل 20% من إجمالي السكان، بينما لا يمكن لقدرتنا التسويقية في شركتنا الناشئة أن تصل لأكثر من 1% من السوق المستهدفة! إنه رقم ضئيل جدا أليس كذلك؟

    هبوا أننا قمنا بوضع خطة ترويجية للوصول لشريحتنا هذه على ضآلتها، وتشجيعها على الشراء، كم يا ترى سنحتاج في دولة مثل السعودية التي يتجاوز عدد سكانها 32 مليون نسمة!

    بحسبة بسيطة فإن شريحتنا المستهدفة تقدر تقريبا بـ 160 ألف نسمة، موزعة على كل المدن من أقصاها لأقصاها، هل تتخيلوا معي كم سنحتاج من ميزانية إعلانية ترويجية بالطرق التقليدية، مثل اللافتات في الشوارع والإذاعات المحلية والقنوات الفضائية والبروشورات وغيرها الكثير! أزعم أن على هذه الشركة دفع ما لا يقل عن 20 مليون دولار، هذا رقم جنوني، وبالنسبة لشركة ناشئة فهو رقم مستحيل! إذا ما الحل؟ هل سنستسلم أم هناك فرصة ولو صغيرة للنجاح!

    إليكم الخبر السعيد:

    نحن نتكلم اليوم عن فرص كبيرة وليست فرصة واحدة صغيرة!

    دعني آخذك معي عزيزي القارئ في السطور التالية بنزهة جميلة وقصيرة لتتعرف على بعض هذه الفرص:

    ما رأيك لو وفرت 99% من الميزانية التسويقية التقليدية وصرفت منها فقط 1%، وحققت وصولا إعلانيا دقيقا لشريحتك المستهدفة والمستهدفة فقط، فلا يظهر إعلانك لغير المهتمين وإنما لأولئك الذين يبحثون عنك وعن منتجاتك ولديهم الرغبة والقدرة الشرائية. أليس هذا خبر جيد بالنسبة لك! أليس هذا ما تبحث عنه منذ بدأ قراءة هذا المقال!

    حسنا، فكر معي مجددا:

    تصرِف أقل، وتستهدف أدق، وتحقق أهدافك بسرعة، فتزيد شهرتك ومبيعاتك.

    ففي السابق كانت الشركات تصرف الملايين على الإعلان وتحتاج لسنوات لاستردادها، واليوم في التسويق الرقمي تصرف أقل بكثير، بل لا مجال للمقارنة أصلا، وتصل لأهدافها سريعا ويعود لها رأس مالها في أوقات قياسية. هذا ما أريدك أن تعيه جيدا!

    أنت تتحكم بميزانيتك وحجم الشريحة التي تريد الوصول لها، والمنطقة الجغرافية التي تريد استهدافها، والأوقات التي تجدها تناسب شريحتك، والعرض المناسب لشرائحك المختلفة! هذا شيء عظيم وهدية الكون للمستثمرين في التكنولوجيا والانترنت اليوم!

    دعني أصارحك بأمر أرجو أن تصغي إليه جيدا، لم تعد الطرق التقليدية في التسويق تجدي نفعا كما في السابق، لا أنفيها تماما، لكن أسلوب الترويج الفعال يعتمد اليوم على الإحصائيات والبيانات، حيث يمكنك الحصول على تقارير دقيقة حول نشاطك التسويقي عبر الانترنت، ومعرفة كم عدد الذين شاهدوا إعلانك، وكم عدد الذين تفاعلوا معه، وكم عدد الذين زاروا موقعك منهم، وكم عدد الذين كان لديهم نية الشراء ولم يشتروا، وكم عدد الذين كان لديهم نية الشراء وهموا بالشراء لكن لسبب ما لم يشتروا، وكم عدد العملاء الفعليين، ومن أي الدول هم، وما هو نوع الجهاز الذي تصفحوا من خلاله موقع شركتك، وأي الأوقات أفضلها للشراء والتفاعل، وما هو الإعلان الذي حصل على أكبر تفاعل، والإعلان الذي حقق أفضل مبيعات! هل تدرك معنى ذلك وانعكاسه على نمو شركتك وتحقيق الربحية التي تحلم بها!

    والآن، أخبرني، لتحصل على المعلومات التي ذكرتها لك للتو، كم كنت ستحتاج من جهود وموظفين وتقارير وأوقات، فضلا عن عدم ضمان الدقة في كل ذلك والتلاعب المتعمد به، لو عدت لعقدين من الزمان للوراء!

    التسويق الرقمي اليوم يعتمد على الوصول السريع والكبير للجمهور المستهدف، من خلال الكثير من المنصات وقنوات التسويق كالتي نعرفها جميعا، كالفيسبوك وتويتر وانستغرام وسناب تشات وجوجل وياهو ولينكدان وغيرها الكثير، لكن السؤال كيف نستخدمها لإنجاح شركتنا الناشئة؟ وكيف نحقق أكبر وصول، بأقل تكلفة، وأسرع وقت، لأفضل جمهور، وتحقيق أعلى العائدات والنمو الأمثل!

    هل التسويق الرقمي برأيك هو مجرد نشر منشورات وإعلانات على حسابات شركتك على الفيسبوك وانستغرام! أم إعلانات تصل للآلاف ولا تحقق أية نتائج مرجوة! لماذا تخسر الشركات كلما فكرت في الاستثمار في التسويق عبر الشبكات الاجتماعية! ألا يوجد حل لهذا الأمر!

    هنا عزيزي القارئ أدعوك لأن تسلح نفسك بالمعرفة والمهارة لاكتشاف هذه الفرص الكبيرة التي تنتظرك، فكل معرفة ستحصل عليها ستوفر عليك الكثير من المال والوقت للتجريب وإضاعة الفرص.

زر الذهاب إلى الأعلى