من أنت؟ صقر إنجازات أم نعامة اعتذارات؟
لن أكون مبالغاً إن راهنت بكل ثقة على أن قراءتك هذه المقالة مؤشر على طلبك جديداً ومزيداً في حياتك فوق ما تجده فيها الآن. سواء أكنت تفتش عن مجال عمل جديد، فرصة جديدة، دخل إضافي بدوام جزئي أو حتى يخطر ببالك الانزلاق لتجريب لعبة من ألعاب كسب النقود بالحظ، فإن هذا كله ينبع من مصدر واحد: “قصور الظروف الحالية عن تأمين كفايتنا ورضانا”. وقد تكون ناجحاً كل النجاح فيما تقوم به، وما يحفزك هو التحرر من الضجر، ومع ذلك يبقى ما تنشده هو: التغيير، دعني أخبرك سراً صغيراً:
لن يوجد أي تغيير في حياتك حتى يوجد تغيير فيك أنت.
هل تريد أن تتغير أم تريد الاستمرار في سياقة سيارة الفولكسفاغن وادعاء أنك تسوق بورش رياضية؟ إنك أنت الشخص الوحيد الممكن له تحقيق هذا التحول.
إن كنت تريد المزيد من الثمرات من حياتك فلا بد من أن تبذل المزيد في حياتك، والطريقة القاعدية لفعل هذا هي أن تبدأ بتثقيف وتعليم نفسك. كيف يمكنك انتظار المزيد في السنوات القادمة إن كان نظام التشغيل في دماغك هو ذاته النظام الذي كان عندما تركت الدراسة!
كل شيء يتغير في كل وقت.. وأنت؟
أنت تحتاج للتغير أيضاً. أعد ابتكار نفسك. ابدأ طوراً جديداً مثيراً في حياتك. الوقت لا ينتظر أحداً. هناك ناس كثيرون تحدثت معهم لم يقوموا على الإطلاق بقراءة كتاب أو حضور أية تجربة تعليمية منذ تركهم مقاعد الدراسة، في الحقيقة أنا أرثي وأفكر كم هذا محزن، إلا أن بعضهم يفخرون بذلك. لكن عندما تتواصل المناقشة تجدهم يصبون كل مشكلاتهم وكل قصصهم عن حظهم الأسود وعن التعاسة التي تترك العالم كله وتلاحقهم دون هوادة.
إن كنت ما تزال معي فإنني أريد أن أسألك ثلاثة أسئلة وقبل الإجابة عليها فإنني أرجو منك التريث والتفكر، قد يستغرق منك بعض الوقت الإجابة على السؤال الأول بدقة معقولة.
مستعد؟ إليك السؤال الأول إذا: كم من الوقت أنفقت الأسبوع الماضي لأجل إطعام بطنك؟
لا حاجة لأن تكون الإجابة دقيقة 100% لكن ينبغي أن تفكر وتحسب بطريقة صحيحة معقولة وتتوصل في النهاية إلى رقم قريب من الواقع، سجل الإجابة على ورقة.
السؤال الثاني: كم من الوقت أنفقت الأسبوع الماضي من أجل تغذية دماغك؟
للأسف معظم الناس لن يحتاجوا في الإجابة على هذا السؤال إلى أي قدر من التذكر والحساب، والإجابة بكل بساطة ودقة لدى كثيرين هي: صفر.
وإليك الآن السؤال الثالث البسيط جداً: لماذا؟ لماذا تنفق كل تلك الأوقات الوفيرة على تغذية بطنك ثم لا تمنح لتغذية دماغك إلا لحظات قليلة؟
لا تغلق عينيك، تأمل وتفكر.. ما تتجاهله سيضرك ويؤلمك أكثر.
ليس من غاية هذه الأسئلة التصغير من شأن أي إنسان، وإنما أريد منكم أحبتي القراء التفكر في المسألة. إن التفكر الجدي المتواصل في الأمور هو أقرب وأدعى إلى القيام بفعل وعند القيام بفعل يمكن للعالم من حولنا أن يتغير وهذا ما تريده أليس كذلك؟
البطالون اللامنجزون هم المعذرون في المجتمع، وبالضرورة سيصبحون محترفين مدمنين على ابتكار وإطلاق الأعذار. ينفقون كثيراً من الوقت والجهد في صنع الأعذار من الأداء الضعيف. وما يثير الجنون أن كل ذلك الوقت والجهد المضيع على إنجاز لا شيء كان يمكن بسهولة أن يستخدم لتحقيق شيء إيجابي.
بسهولة يمكنك التعرف على البطال محترف الاعتذار من لغته: “لست ذكياً كفاية!” هراء!.. لست بحاجة لأن تكون عبقرياً حتى تحقق المنجزات، ينبغي عليك وحسب أن تكون مقبلاً على التعلم. هل أنت مريد مقبل على التعلم؟
لم يكن أحد في عائلتي ناجحاً. عظيم! وهذه فرصة كي يرى العالم شيئاً جديداً في هذه العائلة، لم لا تكون أنت من يكسر سلسلة الفشل المعتاد؟
لم أصادف في حياتي أي حظ سعيد. حقاً؟ ربما الله تعالى يرى أنك لا تحتاجه. كلما سعيت بجد أكثر صرت محظوظاً أكثر.
احذر لسانك… راقب كلماتك!
في مجتمعنا الغربي ماذا يقول معظم الناس حين تسلم عليهم وتسأل أحدهم: كيف حالك؟
يقول لك: ليس سيئاً، ماشي الحال. لو تفكرت بإجابة من هذا النوع ألا تراها سلبية سخيفة؟
ماذا يعني القائل “ليس سيئاً”؟ ليس سيئاً بالمقارنة مع ماذا؟ دع عنك هذا الهراء. جرب ابتكاراً أفضل. لم تقول “الحمد لله أنا في خير حال ولك جزيل الشكر على السؤال!” ولو أن هذا سيثير استغراب بعض الناس.
ابدأ بالحركة الآن.. كل وقت هو الوقت الصحيح للقيام بما ينبغي القيام به
عودة إلى محور هذه المقالة الرئيس. كم ستبقى أكثر تضيعا للأصل الأثمن لديك؟ الوقت.
دع عنك اصطناع المعاذير وابدأ باتخاذ التدابير. افعل شيئاً افعله الآن. يمكنك بسهولة أن تبدأ بتثقيف نفسك. ذخيرة المعرفة الوفيرة ستعطيك القوة الكامنة. والتصرف والفعل عملاً بهذه المعرفة سيعطيك القوة. حاول قراءة بعض الكتب الجيدة، إذ يمكنها بالفعل أن تحدث تغييراً. لست متأكداً من أين تبدأ؟ هذا سهل، انظر في أقرب من حولك من المتصلين بمجالات التحفيز والتطوير والمعونة الذاتية وستجد لديهم ولدى من ينصحونك به من المكتبات عشرات من الكتب المحشوة حشواً بكنوز من المعارف والخطوات العملية وبالإضافة إلى خطوات المتابعة التي يفتحها لك كل كتاب. يمكنك أيضاً حضور دورة تثقيفية تدريبية.
بعد قيامك بهذه الإجراءات لن يبقى لك مبرر لأن تكون مدمن اعتذار، لقد قدمت لك للتو بعض الاقتراحات التي تتيح لك أن تتغير.
طبعاً يمكنك دوماً البقاء حيث أنت كما أنت. هذا خيارك لكن إن كان في حياتك ضجر أو سخط وتريد صنع تحسينات فبالله عليك افعل شيئاً في ذلك. ليس لك إلا فرصة واحدة في العمر الذي تعيش، اجعلها كبرى. ليس عليك أن تتقبل ما حدث من قبل كقالب يرسم ماذا سيأتي. غير نظام تشغيلك، اجمع المعرفة. عرّض نفسك لأفكار جديدة وطرق تفكير وقيام بالأشياء.
ربما سمعت هذا من قبل لكنه مهم ولازم فلذلك سأضعه أمامك ثانية. هناك ثلاثة أنواع من الناس:
- من يجعلون الأفكار تتحقق
- من يراقبونها تتحقق
- من يتساءلون: ماذا جرى؟
إن كنت تقليدياً تضع نفسك في الزمرة الثانية أو الثالثة عن طريق عدم إرادتك تعلم تقنيات جديدة وتحصيل المعارف التي يسعى الناجحون وراء من يمتلكونها فهناك علاج بسيط جداً لكن عليك أن تكون مستعداً للقيام بثلاثة أشياء:
- استثمر في نفسك
- تعلم معرفة جديدة
- طبق تلك المعارف
يمكنك أن تصنع قراراً اليوم بتحسين نفسك أو يمكنك تجاهل نصيحتي، الخيار لك.
تذكر ليس هناك شيء مهم في الحياة أكثر من الاهتمام بنفسك. لو أن كتاباً أو دورة ما أفادتك في تعلم شيء واحد فقط من بين عشرات الأفكار والمعلومات الخاصة التي يقدمها فإنه يبقى استثماراً مستحقاً بالنسبة لك. ألا تعتقد ذلك؟ إن هذا الشيء الواحد الذي تستفيد منه قد يكون الإرشاد أو المعلومة التي تصنع فرقاً هائلاً في مستقبلك.
هل أنت تستحق الاستثمار فيك؟
إن كنت في الماضي منكباً على ابتكار المعاذير والتعلق بها فلديك الفرصة الآن كي تفعل شيئاً في هذا الأمر. إن كنت تقرأ الجرائد وتتابع التلفزيون والراديو فسترى كم من السلبيات يتخلل حواسنا. إننا نغرق بها في كل دقيقة كل يوم. دراسة مبادئ النجاح لديها مقدرة صد كل السلبيات خارج حياتك. يمكن أن تعلمك التركيز المجرد على ما تريد فقط.
عندما تتعلم تحصين نفسك وتجنيبها السلبي فستكون عندئذ حراً، كي تركز على كل الجيد والإيجابي الذي يمكن أن يأتي في حياتك.
فقط انظر حولك، هذا العالم في أمس الحاجة إلى مزيد من المنجزين. الله سبحانه وحده يعلم كم لدينا من المفكرين السلبيين والمتعذرين، إنهم في كل مكان، ونصيحتي لك: لا تكن أنت من يزيد عددهم المتصاعد. التحق بالمنجزين الذين يتخذون تفكير النجاح قاعدة لقوتهم. التعذر فصل ستجده في كتاب عنوانه “ألف باء الفشل” اتخذ قرارك اليوم بأن تكون منجزاً مهما قررت أن تفعل فأطيب تمنياتي لمستقبلك.
الكاتب: غاري سيمبسون.
تم بفضل الله تعالى …