“قوة الغاية”.. لا تنتظر سعدك.. اصنعه بساعدك
تعلم كيف تحلم
“الأشخاص الذين يكسبون في هذه الحياة هم أولئك الذين ينهضون ويبحثون عن الظروف التي يريدونها، وإذا لم يتمكنوا من إيجادها يصنعونها” جورج برنارد شو
عند شروق الشمس، كان رجل في الستينات من عمره يتمشى على شاطئ البحر في المكسيك، وبينما كان يستمتع في نزهته الصباحية هذه، يستنشق نسيم الصباح المشرق ويستمتع بمنظر الإشراق الجميل، وكأن الشمس تخرج من أعماق المحيط، فكر في نفسه: “يا لها من شمس رائعة، ويا لها من غاية عظيمة .. تشرق الشمس لتضيء يوماً جديداً وتمنح أملاً جديداً”..
على مسافة منه لاحظ السائح امرأة عجوزاً تنحني على الرمال، تلتقط منها شيئاً وترميه في البحر. مر بعض الوقت، ولا زالت المرأة تكرر نفس الحركة.. أثار ذلك المشهد فضول السائح، فأقترب من المرأة فوجدها تلتقط صغار السرطعون التي استقرت على رمال الشاطئ وتعيدها إلى مياه البحر. تقدم السائح إلى المرأة، حياها وسألها: “هل لي أن أسألك يا سيدتي ماذا تفعلين بالضبط؟” أجابت المرأة: “هذا الوقت من العام هو وقت فقس صغار السرطعون، وهذه الصغار دفعتها المياه نحو الشاطئ، لقد ضلت طريقها إنها عاجزة عن مساعدة نفسها، وإذا لم أعدها أنا إلى مياه البحر فسوف تموت”.
قال السائح: “ولكن لابد أن هناك آلاف الآلاف من صغار السرطعون على هذا الشاطئ وغيرها من الآلاف على الشواطئ الأخرى.. ألا ترين يا سيدتي أنه لا يمكنك أن تحلي المشكلة؟ لا يمكنك أن تغيري من الأمر شيئاً”. ابتسمت العجوز، انحنت، والتقطت صغيراً من صغار السرطعان من الرمال ورمته في المياه، ثم التفتت إلى السائح مجيبة: “إنني أغير من وضع هذا الصغير تحديداً، وغايتي هو أن أحدث تغييراً في العالم كله”.
الأسئلة المهمة
والآن دعني أسألك: هل تعيش هذه المرأة لهدف معين؟ نعم، هل هي متحفزة؟ نعم، هل تأثرت بمقولة الرجل؟ هل قالت في نفسها: “هذا الرجل على صواب، وعلي أن أقلع عن المحاولة؟ لا. لقد استمرت في محاولتها لأن هدفها هو مد يد المساعدة وإحداث تغيير في الحياة.
وأنت؟ ماذا عنك؟ وما هو هدفك في الحياة؟ ما هو الشيء الذي ترغب في تحقيقه، أو في أن تكونه، أو تمتلكه أكثر من أي شيء آخر في الحياة؟.
أنا إبراهيم الفقي
هدفي في الحياة أن أصل إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس من خلال كتبي وشرائطي وأنشرها في شتى أنحاء العالم لأشاركهم معرفتي، لأعلمهم أسرار القوة الشخصية بطريقة بسيطة وسهلة، تؤهلهم لاستخدام هذه الأدوات في كل مساحة أو مجال من مجالات حياتهم، ولكي يعيشوا بسعادة أكبر، وحياة أكثر نجاحاً.
هدفي الأساسي هو رضا الله، لذلك قررت أن أبني مركزاً إسلامياً يتكون من مسجد كبير يتسع لآلاف من المصلين، وعيادة، ومركز تعليمي لتعليم الناس الحب والرحمة ومعجزات خالقنا، ومؤسسة خيرية لتقديم الطعام والمأوى للفقراء والمعوزين. هدفي الشخصي هو أن يكون لي حياة متوازنة وصحية.
الأحلام ← الأفكار ← الأمل ← الرغبة ← الاعتقاد
مبادئ قوة الغاية
قوة الغاية ومبادئها الخمسة.. أنت ناجح بمجرد أن تمضي نحو النجاح
أقول لك أمراً، إذا كنت تعرف أين تقف، وتعرف ماذا تريد، وتعرف إلى أين تتجه، فأنت في عداد أعظم رجال ونساء العالم الذين يصنعون التغيير فعلاً، سيفتح لك العالم ذراعيه مرحباً، وكما يقول نابليون هيل: “اعتاد العالم أن يصنع مكاناً للرجل الذي تبدي أقواله وأعماله أنه يعرف أين يتجه”.
هناك خمسة مبادئ أساسية تندرج تحت قوة الهدف. الأول هو الحلم، يتبعه الأفكار، يحركه الأمل، يبعثه الرغبة، وأخيراً يعرف عن طريق الاعتقاد.
لنكتشف معاً كل مبدأ من مبادئ قوة الهدف.
الأحلام: لن تكون إلا ما تريد أن تكون
من أقوال جيمس آلان الكاتب ورجل الأعمال: “اجعل أحلامك أحلاماً نبيلة، وكما تحلم ستكون. رؤيتك هي الوعد بما ستكون عليه. غايتك هي النبوءة بما ستكشف عنه في النهاية”.
الأمر يبدأ من الحلم. في الحقيقة، الكثير مما نستمتع به في حياتنا اليومية كان في يوم من الأيام حلم شخص ما، سواء كان تلفزيوناً أم هاتفاً خليوياً، أم طائرة، أم فاكساً، أم جهازاً طبياً…
حلم الإخوة رايت بآلة تطير في الهواء – طائرة. وها نحن جميعاً الآن نستخدم حلمهم. وحلم إدوين لاند بكاميرا تظهر الصورة بشكل فوري – فكانت كاميرات البولارويد تجسيداً لحلمه. أما حلم آرنولد شفارتزنغر فقد كان حلماً كبيراً. كشاب في مقتبل العمر نشأ في النمسا حلم شفارتزينغر بأن يكون أعظم رجل في العالم في كمال الأجسام، كما كان لديه أيضاً حلم كبير في أن يصبح نجماً سينمائياً، وهو الآن يعيش أحلامه.
وأنا صديقك إبراهيم الفقي حلمي تحقق
لقد حلمت في أن أكون بطل مصر في تنس الطاولة وقد كنت ما تمنيت. حلمت بأن أصبح مديراً لفندق خمس نجوم في بلد أجنبي وقد أصبحت. حلمت في أن أكون مؤلفاً لأكثر الكتب رواجاً، ومتحدثاً دولياً مشهوراً، وقد حققت جميع أحلامي.
إذاً كل شيء يبدأ من الحلم، والأحلام تتحقق.. فما هو حلمك؟ ما هو الشيء الذي ترغب في تحقيقه أو في أن تكونه أو تمتلكه أكثر من أي شيء آخر في الحياة؟ أنت تعلم أن كلاً منا لديه الكثير من الأحلام، إلا أن معظم الناس لا يفعلون شيئاً لتحقيق أحلامهم. إنهم يحلمون وحسب.
يقول المغامر والمستكشف البريطاني لورنس: “كل الناس يحلمون، لكن ليس كل الحالمين سواء. من يحلمون في عتمة الليل يستيقظون في الصباح ليروا أحلامهم خيالاً أو هباء، وأما من يحلمون في نور النهار فالحذر منهم كل الحذر، فربما يجسدون أحلامهم بأعين مفتوحة ويجعلونها واقعاً”.
حتى يتحقق الحلم
ولكي تحقق أحلامك وتعيشها، تحتاج أن تبدأ منذ البداية: أن يكون لك أحلام، ثم أن تكتبها، هكذا ستنشطها وتمنحها القوة. عندما تكتبها فأنت تستخدم جسمك وعقلك معاً. أنت تفكر بها وتنظر إليها. في فيلم “الوصايا العشر” كانت هناك عبارة تستخدم بشكل متكرر: “كما هي مكتوبة يجب أن تنفذ“.. دعنا نبدأ معاً إذا. كما يقول بريان تريسي ” الأمر يبدأ من الورقة والقلم وأنت.
اتجه نحو حاسوبك أو كراستك، واكتب في صفحة بيضاء “قائمة أحلامي”. اكتب كل ما يخطر على بالك من أحلام دون حدود أو تبريرات.. لا تقم بتحليلها أو تقل في نفسك أنها مستحيلة، أو لا يمكن تحقيقها. تذكر أن كل اختراع بدأ من حلم، وليس من تبريرات. إذا حاولت أن تبرر حلماً من خلال الوسائل التي تملكها اليوم، فقد تحطمه بيديك. تذكر كل ما عليك أن تفعله هو أن تكتب قائمة الأحلام.
قائمة أحلامي
الآن هات ورقة بيضاء أخرى تكتب عليها: “قائمة أحلامي المنظمة”. أعد كتابة أحلامك مرتبة حسب الأهمية. كيف تفعل هذا؟ اسأل نفسك ببساطة: “أي حلم من أحلامي هذه هو الأهم بالنسبة لي؟ ابدأ بترتيبها من الأعلى – الأكثر أهمية – ثم الثاني، ثم الثالث، وهكذا إلى أن تنتهي القائمة.
أسئلة هامة
والآن أجب على هذه الأسئلة:
هل يمكن لأحد ما في هذا العالم أن يحقق أحلامي عوضاً عني؟
هل تستحق أحلامي الحياة؟
هل أستحق أن أحققها في حياتي؟
هل أنا ملتزم بفعل كل ما يمكن لتحقيق أحلامي؟
بقلم الدكتور الراحل ابراهيم الفقي