الفصلُ خيرٌ لكم وللموظّفين!
إلى كلّ المديرين اللطفاء المتردّدين
إنّ معالجة قضايا الموظفين التي تتناول بشراً من لحم ودم ومشاعر أمرٌ صعب، ولكنّ تركها دون معالجة أصعبُ وأخطر.
بسبب مشاعر التعاطف وبسبب عوامل نفسية واجتماعية أخرى يميل كثيرٌ من المديرين إلى تأجيل قرارات الفصل ويحتفظون بالموظف غير المناسب وقتاً أطول ممّا ينبغي.
التأجيل إجراء خطير، فهل تدرك ثمنه الكبير؟
- قد يكون الموظّف هو أوّل المتضرّرين لأنّ تركه في مكانه الخاطئ يؤخّر ويقلّص فرص حصوله على مكانه الملائم وانطلاقه في مساره المهني الصحيح.
- ينفق المشرف من وقته وطاقته ما يفوق مجموع الإسهامات الإيجابية التي يقدمها الموظف غير الملائم لموقعه.
- وزملاء هذا الموظف غير المناسب ربما يضطرون إلى تغطية ما يعجز أو يتأخر عن القيام به، أو إلى تحمل نتائج وجوده السلبيّة.
- والتابعون المباشرون له قد يتعرضون لأيّ شيء يخطر ببالك من مظاهر ضعف المدير وافتقادهم القدوة الحسنة.
- وحين تضيف التكلفة الإجمالية من تبديد الوقت والموارد، والأضرار اللاحقة بالمنظمة وبالمدير المسؤول فإنّ تكلفة الاحتفاظ بالموظف غير المناسب تبدو هائلة.
ينحصر قرار التصرّف مع الموظف غير المناسب في أذهان الكثيرين بين خيارين اثنين وحسب: الاحتفاظ به أو فصله.
نعتقد أنّ الفصل فيه جرعةٌ كبيرة من المباغتة والقسوة، وبذلك فإنّه يصبح أمراً مستبعداً لديناإنّ تصوّر الأمور.
بهذه الطريقة يشوّش تفكيرنا ويضيّق حدوده، ولا بدّ من التوقّف لتوضيح وتصحيح هذه التصوّرات.
توضيح وتصحيح التصوّرات حول الفصل
1. لماذا تعتبر الفصل مباغتاً؟
إن كنت قد ناقشت التوقعات والمطالب وكنت تقدّم تغذية راجعة فعالة بانتظام، فإن الموظف غير المناسب لموقعه ينبغي أن يرى عدم التلاؤم بسرعة رؤيتك أنت أو حتى أسرع. وقرار الفصل لن يكون مفاجئاً.
2. ولماذا تعتبر الأمر قاسياً ومؤلماً جداً؟
انظر إلى الأمر من كل الجهات وتذكر أنّ الموظّف في كل حالة من حالات عدم التلاؤم يبقى غير سعيد، أو حتى تعيساً لأنّه دائم القلق في موقعه والقلق قاتل صامت.
إنّ إبقاءك الموظف في الوظيفة غير المناسبة لا يصنع شيئاً سوى تأجيل فرصة حصوله على عملٍ أكثر ملاءمة وتأجيل الفوائد التي لا يجلبها للإنسان أيّ شيء سوى النجاح في عمله.
3. ومن قال إنّ الفصل والاحتفاظ هي خيارات التصرّف الوحيدة؟
- إنّ تغيير موقع الموظف أو مسؤولياته خياراتٌ كثيراً ما تكون ممكنة. وخصوصاً إن كان عدم التلاؤم ناجماً عن قرار ترقية خاطئ.
- قد يبدو للمرء أنّ الصدمة النفسية الكبيرة التي تصيب الناس عند تغيير مواقعهم كبيرة جداً، فيصعب عليه تصحيح الخطأ واتخاذ قرار التراجع المناسب. لكن الحقيقة هي أنّ النفوس يمكنها التعافي من الصدمات إن أحسنّا معالجة الأمر.
- إنّ قرار التراجع والتصحيح قد يزعج شخصاً أو اثنين لكنّ راحة البال والاستقرار الناجمة عنه ستشمل الجميع.
التوظيف الصحيح هو الذي يقوم على أسسٍ صحيحة
- ينبغي على الموظفين ابتغاء وظائف تتلاءم مع نقاط قوتهم واهتماماتهم، ويجب عليهم النظر إلى المدى البعيد.
- كما ينبغي على أصحاب الأعمال ابتغاء موظفين يلبّون احتياجاتهم تلبيةً صحيحة. ففي النهاية لن يكون أي من الطرفين رابحاً عندما تكون نقاط قوة الموظف واهتماماته بعيدةً عن التوازي مع احتياجات الشركة.
- اعمل جنباً إلى جنب مع موظفيك لاستكشاف حالات عدم التلاؤم واستكشاف البدائل المعقولة. لكن حالما تبدو لك أدلة واضحة على ضرورة اتخاذ قرار فصل فعليك أن تمضي بهم مودعاً بكل أدبٍ (وبكل قانون ونظام) إلى باب المغادرة.
تفكّر وتذكّر تجارب أهل الخبرة:
- عامل موظفيك دوماً بالطريقة التي تحب أن يتبعوها في معاملة عملائكم. “ستيفن كوفي“
- إن كنت تريد إسعاد كل من حولك فلا تكن قائداً في مؤسسة. اذهب إلى بيع الآيس كريم. “ستيف جوبز“